وصلت الحضارات قديماً إلى أوج مراحل العلم ، حيث يذكر لنا التاريخ حضارات اندثرت لأسباب مجهولة ولم يبق أي دليل على وجودها كحضارة أطلانطس (Atlantis)، وحضارات اندثرت وبقيت آثار وجودها، على سبيل المثال الحضارة الفرعونية، وحضارات اندثرت ولم يتبق أي أثر لصانيعها رغم بقاء كم كبير من آثارها كحضارة ألانكا (Inka).
لن أتحدث عن الحضارات بل عن كمية الكتب والمخطوطات النادرة والمكتبات التي حُرقت وأُتلفت لعدة أسباب من ضمنها الإتلاف الشخصي لكتب لأسباب علمية أو اعتقادية أو نفسية!!.
ومن أشهر المكتبات مكتبة بيت الحكمة في بغداد التي أسسها آنذاك الخليفة هارون الرشيد حيث كانت تحوي أنواع من الكتب والسير، والتراجم العلمية، والكيمياء والطب، والرياضيات إلا أنها دُمرت على أيدي المغول.
وأُلقيت جميع محتوياتها في نهر دجلة حيث تحول ماء النهر إلى اللون الأسود لمدة ستة أشهر، بسبب الحبر الذي انسال من الكتب.
ولا يقل مصير مكتبة بيت الحكمة عن مكتبة الإسكندرية التي أُحرقت على ثلاث مراحل متفاوته..
حرقت في 47 قبل الميلاد، فأهلك فيها أكثر من مليون مُجلد وقد قال أحدهم إنها كانت تحوي أسرارا خطيرة ممكن أن تصيب الناس بالجنون.
أحُرقت في عام 490م للمرة الثانية.
وأحُرقت في عام 641م، للمرة الثالثة.
مكتبة دار العلم بالقاهرة وقد بلغ عدد قاعات المكتبة ثماني عشرة قاعة والمقتنيات تقدر بمليونين ومئتين من المجلدات.
وقُضيت على هذا المكتبة في 1068م إثر خلاف بين السودانين والأتراك حيث مرت مصر بمجاعة عجز الخليفة عن دفع رواتب لجند مما دفع بعضاً منهم للهجوم على المكتبة وإتلافها واتخاذ بعض منهم جلود الكتب الفاخره أحذية لهم.
أو ما حدث عام 270 قبل الميلاد حيث أمر الإمبراطور الصيني (شي شن هوانج) بإحراق الكتب والعلوم حيث كان عددها مائة ألف كتاب، حيث برر ذلك الفعل بأنها فيها خطورة على عقول البشر!!!
الجدير بالذكر: أن ماذكرته ليس سوى غيض من فيض، ولو بحث أحدكم لوجد مسلسلا مؤلما وحسرة على فقدان ثروة عظيمة من العلم لا تقدر بثمن أحُرقت ونُهبت وسببت ألماً للبشرية.
أثق تماماً: بأن هناك أسراراً من العلم لو كانت بين أيدينا الآن لوجد علاج كثير من الأمراض ولوصلنا أضعاف ما نحن عليه الآن.