فيما قدمناه - أخي خالد الرفاعي وأنا - على امتداد الحلقات السابقة.. تبرز جملة من النقاط التي تستلزم التوقف أمامها وإيضاحها على النحو الآتي:
* الأندية الأدبية قدمت فعلاً أدبياً معتبراً أسهمت عبره في تشكيل المشهد.. رغم ما يمكن أن يحسب في إطار الخطأ والتقصير والخلل.. الأمر الذي يحتم على كل منصف أن يقول للقائمين على شؤونها منذ أن أنشئت إلى الآن.. شكراً جزيلاً لكم..
* أعرف أن مثل هذه القاضايا محفوفة بكثير من الأوجاع والفاتورة النهائية غالباً ما تكون بالسالب.. كيف لا وأنت تصوب رأس قلمك إلى مؤسسة تتمترس بأسطول مهول من المنتمين إليها عاطفياً وحقلياً ونفعياً ووو إلخ.. ومع هذا تأتي لتكشف عللها التي تغيب عن رؤية العين رغم مثولها أمام الجميع في صيغة (تحدٍ صارخ).. لهذا أقول: كل ما طرحته في سياق هذه القضية يتجاوز البعد الشخصي - أياً كان - ويستهدف مشتركا وطنيا حين يحضر تغيب الكيانات الأخر - أياً كانت - ليبقى الوطن وثقافة الوطن الاتجاه والوجهة ولا غير.. وليت الإخوة الأصدقاء المنتسبين إلى الأندية الأبية يتفهمون هذا الجانب.. فاعتزازي بهمم وبمودتهم ستبقى ولن تتحول..
* في معرض رده المتعدد.. يكثر أخي خالد الرفاعي من اللوم والتعييب عليّ أنني أطرح الإشكال ولا أورد الحلول.. وله ولروحه الأثيرة أقول: الإعلام يا صديقي ينهض عبر وظيفة رئيسية بارز وهي تعرية العلل وكشفها وتعريف الناس بمواضعها.. وحين يطرح الحل فهو في تلك الحالة ينصرف عن وظيفته الرئيسية.. من هذا المنطلق كان التحرك.. وبالاستناد إليه لا يصح أن أشتغل بواجبات الأطراف الأخرى.. وكل ما أوردته يأتي في سياق إبراز النبض العام - حتى حين أوردت جانب المراكز الثقافية التي يجب أن تكون بديلاً عن الأندية الأدبية - فهذا حديث الوسط الذي تنتمي إليه أخي خالد بالأصالة لا النيابة..
* خصص أخي خالد الرفاعي معظم رده في الحلقة الثالثة الحديث عن المراكز الثقافية وما الذي يجب أن تكون عليه قبل ظهورها.. وبالامتداد إلى توصيات العزيز الرفاعي حول المراكز الثقافية.. أظن أن كلما نقوله من أفكار لن تتجاوز كونها انطباعات لا يدعمها المنهج.. من هنا أدعو إلى إجراء دراسة علمية منهجية تنحي رؤانا اللحظية وانطباعاتنا وعاطفتنا المتوهمة بـ (الخبرة) المتأتية من الانتماء إلى الحقل وسبر أغواره ومعايشة تفاصيلة.. فكل هذه التوهمات لن تقود إلى حل عملي وخلاّق.. فالأمم ترتقي بالبحث والدراسة لا بجملة توصيات نرى أنها الحل الذي لا يأتيه الباطل من بين سطوره أو أحرفه.. وهذا ما يتعين على وزارة الثقافة والإعلام القيام به.. فهي مطالبة بدراسة رصينة تبحث واقع الفعل الثقافي ومؤسساته واتجاته ومدى جودة برامجه وأدواته وما الصيغة الملائمة للراهن القادرة على التناغم مع القادم وكل ما يتصل بهذا الشأن.. وحينها سيتبين إن كان الوقت قد حان لإعلان وفاة الأندية الأدبية وإصدار شهادة ميلاد المراكز الثقافية..
* ختاماً.. لأخي خالد الرفاعي الود والورد كله.. وشكراً جزيلاً لتفاعله الحي الحيوي الذي يسهم في خلق روح الصحافة وتشويقها.. مؤكداً له وللجميع مدى اعتزازي به وبطرحه الجاد الخلوق.. راجياً أن يقبل بموت الأندية الأدبية في الفترة القريبة المقبلة.. إذ أخشى أن يُعلن موتها في حين لا تجد فيه أخي خالد من يؤدي معك صلاة الميت عليها..