(1)
يحدثُ كل هذا السوء. وتموت الحياة ( بالمفرق وبالجملة ) ليتزعم كُلّ ثلته باسم الدين « عبثاً « وتبْهيتاً لمعنى وشكل الدين؛ لمآرب أيديولوجية شتى وعُقَد أخرى. الدين الذي حَفِظ النفس، وحرّم قتلها إلا بالحق، لا يمكن بحال أن يكون سبباً لكل هذا الشر والدمار المتنابت! والجَهلة والصغار جداً يقفون على المسافات غير الفاصلة ويؤججون الماء؛ ولا يعكر صفو الماء إلا الوحل أو النجاسة! رد المفاهيم إلى الدين الصحيح وتشذيبها، نحت نظيف لرسم خط شفاف لا ينحرف، ويمتزج بالحقائق من أجل الإنسان الذي حُفِظ حقه ودمه تكريماً من الله تعالى.
(2)
العوالم الضيقة حادة الخصوصية, أوسع أماناً من تلك التي لا تمتهن هُوية واضحة, المشاعة بالجميع.. كالجميع! نحتاج للضيق وللحدّة كسياج أخير.. إطلالة من فكرة موحدة اللون والهواء. التلوث بالبشر على المدى الطويل يُنْبت الصبَّارات البشرية في حلق الحياة. الإزدواجيات الكثيرة حولنا أحمال إضافية تُصغّر الجدوى وتعبث كثيراً بالسعي المستقيم. ليست دعوة للانزواء على وجع ما, إنما إشارة (STOP) على مداخل كهذه وجَرْد حاد!
(3)
قوة الحضارة هي في قوة المُكوِّن.. الحضارات الصريحة التي تمارس رياضة الحياة جديرة بالامتداد وباللغة المساندة والثقافة باعتبارها الفِقرة الأولى. تتجدد دهشتي في كل مرة كلما مررت بالقرون الفيكتورية, وما بعدها.... إلا أنني أشمخ كثيراً كمئذنة كلما استشعرت الحضارة الإسلامية الأولى, والتي لم تُحجّم نفسها إلا حين تراخت الأيدي والأرجل عن حملها واحدة تلو الأخرى, حتى تسلل إليها كل هذا الذي نتلاوم حوله ومنه وفيه وعنده!
(4)
يعيب عليّ الرفاق بين مرة ومرة, أنني أبالغ في وضع هوامش (للمترجمين) خصوصاً في هذه المقالات الصغيرة هنا, أو في أي مكان كتابة آخر, حين أضع اقتباساً أو فقرة مترجمة أو ترجمة صغيرة لي. لا عَلاقة للأمر بدراستي ولا بأي أمر آخر, إنما هو من مدخل إثبات حق هذا المترجم, والترجمة التي قام بها. فمن أول حقوق المترجم الجيد أن ينسب إليه عمله بذات (الحَقيّة) التي تفرض الإشارة إلى مُنْشِئ النص الأصلي؛ لكون الترجمة بناء يوازي حالة الإبداع الأولى, ولن أقول بناء عليها كما هو سائد؛ لأن الترجمة ليست امتدادا لسابق, هي الحالة الموازية على الدوام.