صباحاً من يوم حالك. أول يوم في الأسبوع حين يتبرع الصباح بما يشبه التحايل على نعاس الحياة, وأرقها الذي أَصُفُ بجانبه. حين يبدأ بتنظيف لوحة النهار مؤقتاً ويبدأ الصباح بالأكواب اليومية الصغيرة, إعادات التدوير الملونة بشعارات أماكنها. أكواب الشاي أو القهوة غالباً, وغالباً أخرى أشياء يستهلكها البشر ولا أستطيع تقبلها كيمائياً! الأكواب الورقية الدؤوبة بكل الأحجام, وعلى كل منافذ المشهد الصباحي, الكافيين المراق لبدء النضالات الافتراضية والحقيقية. ظاهرها وباطنها! الأكواب اليومية القابلة للاستخدام مرة واحدة كمسحة طبية. وإن اشتركا في جدوى التبرع بالمسح! الكائنات الصباحية التي لا ينتبهون لجدوائيتها. ترمى فلا تُحدث صوتاً, ككل الأشياء الطيبة. وتنكمش بين الأشياء المهملة بتلقائية آلية وطيبة. وحده كوب أمي الأبيض الأنيق _الذي وضعت عليه شعار ناديها المفضل_ يظل صامداً ومذاقات الأشياء فيه ألذ بحسبها, ربما لتناوب الربح والخسارة, ومذاق الرهانات بينهما.
الإمبرياليات الصغيرة :
أشعر أحياناً أننا بحاجة لشجاعة الأنهار حين البكاء العميق, وشجاعة تتالي الزمن حين نهم بتوضيب الكثير مما كركبته الصُدف. (شجاعة النهر والزمن) وحدة قياس التصويب.
العناية الفائقة لصنع مجرى جديد لنهر خاص. الزمن الذي لا يقف. بل يتتالى حاملاً كل شيء, كالنهر تماماً. أن نتماسك كجزيئات خيبة جادة في أمور تتعلق بالإمبرياليات الصغيرة!! وننفرطُ كضحك الأطفال.
للمرة للجادة :
أبغضُ المجانيات في كل شيء, واستهلاك الأشياء بطريقة الجميع. العالم اليوم قبح مُرَكب! كإعلان سخيف عن منتج, بلغة مستباحة مسفوكة القيمة. أشعر وكأنه يستفزني بطريقة وبطرق أخرى بهذه (المجاناً) وهذا الهدر شبه المصطلح عليه. إلا أنه أخف السوء, حيث اكتشفت مؤخراً أن ترجمة نص ركيك للغاية أخف بصبر من كلام معاد! فقد اعتدت على مقابلة هذه النصوص ومحاولة ابتلاعها أربع مرات في الأسبوع والله المستعان على ما يترجمون! والأهون منه المشاعر المتشابهة كرسومات الأطفال. وأني أكتبُ بما يشبه الغضب المفخخ بصمت للمرة الجادة في حياتي, ولا أريدُ أن ألقي به في فم أي صراخ.
لفداحات كهذه, أَرفع القبعة احتراماً للدأب وإن كان على خطأ!!
النفاق الخيري:
قلتُ مرة في تغريدة مبحوحة بأنني أبغضُ نفاقهم الخيري المصور! نعم أبغضه حد اللانهاية. فما معنى أن يصورا من هواتفهم وأجهزتهم الذكية فعلاً خيرياً لجهة ما. ويبثوها في كل الوسائط الملتقمة للصور! الله يرى ورأى فلا حاجة لأن نرى قبحهم أيضاً. الفعل الخيري سر على الدوام. يقول محمد صلى الله عليه وسلم من حديث سبعة يظلهم الله في ظله « .... ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه» رواه البخاري ومسلم
ثم كفوا عن تبرير ذلك بأنكم قدوة ويجب أن يحتذى بفعلكم لأن هناك عددا لا بأس به من البيض تابع لكم.