تلقى الدكتور أحمد بن علي آل مريع أستاذ النقد الثقافي بجامعة الملك خالد ورئيس نادي أبها الأدبي رسالة من معالي الاستاذ عبدالرحمن بن محمد السدحان حول كتابه: (خطاب الجنون: الحضور الفيزيائي والغياب الثقافي - الاستبعاد والنفي) وجاء فيه: أصارحكم أيها العزيز القول بأنني حاولت الإبحار عبر صحائفه الأولى قارئاً ومتأملاً، لكن قدرتي على (السباحة) وسط الأمواج المتلاطمة لهذا الكتاب، جعلتني انكفئ إلى شاطئ يعصمني من (الغرق) ومن (الجنون)! فبحر المعارف والرؤى الفلسفية فيه غزير جداً، معقد جداً، وبلا ريب، مفيد جداً لمن يحسنون فك (شفراته) الفكرية بعيداً عن هاوية الجنون!
وبمناسبة الحديث عن هذا الكتاب العميق غوراً ورؤىً ومحتوى، والخوف من (الغرق الفكري) بسببه، تذكرت (كتب) جدّي والد سيدتي الوالدة رحمهما الله الشيخ محمد بن سليمان «المداوي» الشهير، وكنت يافعاً غظاً أعيش في منزله الريفي بقرية مشيّع، و(أستمتع) بمشاهدة لقاءاته (بمرضاه) لقاءاتٍ مذهلةً، (يستنطقهم) من خلالها ليعرف ما بهم، فيما أنا قابع في ركن قصيّ من (غرفة الكشف) معتصماً بالصمت! كان من المرضى من قد يضحك لحظتئذ، ومنهم من يبكي، ومنهم من لا ينبس ببنت شفه، بل إن منهم من قد يقترب من شفا الجنون!
من أجل هذا كان جدي محمد رحمه الله يحذرني من قراءة كتبه كيلا (يمسّني) شيء يفقدني الوعي، وهكذا استعدت الذكرى الجميلة بين يدي كتابك المتميز!
أخي د. أحمد، أهنئكم من الأعماق بهذا الإنجاز العلمي والثقافي المترف فكراً وطرحاً، وأتمنّى لو كنت (أهلاً) لقراءته و(السباحة) بين (شطآنه) المذهلة.