الناشر : المؤسسة العربية للدراسات؛ بيروت 2014
الصفحات : 224 صفحة من القطع العادي
يبحث الكتاب في الرواية العُمانية؛ نشأتها وروادها وأبرز الأعمال الروائية العُمانية الحديثة؛ حيث قام المؤلف بدراسة نماذج مختارة من الرواية (رحلة أبو زيد العماني لمحمد بن سيف الرحبي· الوخز، لحسين العبري· همس الجسور لعلي المعمري)، معتمداً على ما كُتب حولها رغم شُح المصادر والدراسات العربية التي تناولت الرواية العُمانية على حد قول الباحث.
«من بين المعوقات التي واجهتنا في إعداد هذا الكتاب هي أن المكتبة العربية عامة، والمكتبة العمانية خاصة تفتقر إلى دراسات علمية حول الرواية في عمان، لذا شعرنا أننَّا نسبح وحيدين، جازمين مع هذه الوحدة أنّ هذا الكتاب - على حدّ علمنا - هو أوّل عمل يخصّ دراسة خطاب الراوي وتحليله في نماذج من الرواية في عمان، ملامسا بعض جوانبها الفنية من خلال اختيارنا لعدد محدد من الروايات، ذلك أنّه من الصعوبة بمكان أن تشمل دراستنا جميع الروايات التي استطعنا الاطّلاع عليها·
«ضمن قائمة أوائل العمانيين الذين كتبوا الرواية يأتي عبد الله الطائي؛ بل قد يكون أوّل عماني أصدر رواية، وإن لم تكن رواية الطائي رواية بمعناها الفني؛ إلا أنها تحسب له كريادة تاريخية.
كما يرى الشاعر سيف الرحبي أن التسلسل التاريخي يفترض عبد الله الطائي من غير تحفظ أو استثناء؛ أوّل من كتب الرواية في عمان·
«وثمة أسماء عُمانية كتبت الرواية في الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين، نذكر من هؤلاء مثلا سعود المظفر، وسيف السعدي، وآخرون· ومع نهاية التسعينيات ظهرت أوّل رواية للروائي علي المعمري، وقد شهدت الألفية الجديدة دخول أسماء عديدة إلى الكتابة الروائية نذكر منهم : حسين العبري ومحمد بن سيف الرحبي».
وفي تبريره لأسباب اختيار الروايات الثلاث للدراسة : « رحلة (أبو) زيد العماني لمحمد بن سيف الرحبي· الوخز، لحسين العبري· همس الجسور لعلي المعمري؛ هذه الروايات الثلاث تلتقي في محكي واحد تقريبا، وهو تقاطعها مع الواقع المعيش من حيث التقاطها لأحداث تاريخية، وهو ما نستطيع وسمه بأزمة الاعتقالات في أوّل روايتين، وضحايا الحرب التي مني بها أناس من المجتمع العماني المعاصر·
ومن أسباب تأكيدنا على الروايات الثلاث كذلك أنّ الرواة فيها قد تعدّدوا، وهذا وحده أحد الأسباب المهمة لهذا الاختيار، فالروايات الثلاث مصادر البحث الخاصّ بدراسة وتحليل خطاب الراوي في نماذج من الرواية في عُمان مثّلت أرضيّة خصبة ومتنوّعة لدراسة ظاهرة الراوي ومختلف تقلّباته وأثره في المُنْجَز السردي· كما أنّ هذه الروايات تلتقي في ما عرف بتيار الوعي في السرد الحديث، وقد بُنيَ السرد في هذه الروايات الثلاث على تقنيات سردية حديثة نبيّنها أثناء دراسة مدونتنا البحثية».