Saturday 08/11/2014 Issue 450 السبت 15 ,محرم 1436 العدد
08/11/2014

أسماء افتقدتها الساحة فأحدث غيابها فجوة لا يمكن ردمها (3)

العمل الأكاديمي كاد أن يبعد الفنان الدكتور حمزة باجودة عن الساحة

أشرنا في العدد السابق أننا عبر هذه الصفحة من المجلة الثقافية بجريدة الجزيرة نسعد أن نذكر المتابعين خصوصا من الأجيال الجديدة بأسماء كان لها دورها في انطلاقة الفن التشكيلي المحلي تقديراً لهم عبر سلسلة نقدم من خلالها الأسماء التي افتقدتهم الساحة مع ما كانت عليه تجاربهم من أهمية ودور في تأسيس الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية أبدعوا وساهموا وشاركوا في وضع اللبنة الأولى، قدموا أعمالاً تحمل خصوصية وأساليب لو قدر لها الاستمرار والتواصل في حضورها لأحدثت تغيرا وكونت نقلة مختلفة وساعدت في تثبيت مسيرة الفن التشكيلي المحلي. غابت تلك الأسماء بشكل هادئ منها من ابتعد تماما لانشغاله في مجالاته الخاصة

أو العملية ومنهم من له حضور غير مؤثر لتقطع ذلك الحضور رغم أن لكل منهم قيمته الفنية بما تحمله أعمالهم من أساليب معاصرة سنستعرض بعضاً منها ونختارهم بناء على الأساليب وتقنيات التنفيذ.

د. باجودة حضور أكاديمي وغياب تشكيلي

ضيفنا اليوم الفنان الدكتور حمزة باجودة أحد ركائز الحراك التشكيلي ورواد بداياته والمؤسسين للكثير من اللجان، يحضر حالياً بشكل متقطع نتيجة اختياره الدقيق للمعارض التي يرى أنها تستحق أن يقدم خلالها بعضاً من أعمالها عوداً إلى الأسماءالمشاركة ومكان إقامة المعرض بعد أن كان حاضراً بشكل نشط وهي المرحلة التي حقق بها انتشاراً مع بداية انطلاقة الحركة التشكيلية خلال دراسته في معهد التربية الفنية بشكل لافت وقدم أعمالاً تعد دراسة عملية لتجربة الفنان محمد السليم، لامس فيها إحساس الفنان الراحل بقناعة أن ما يقدمه السليم يعد نقلة وأسلوباً متفرداً وجد فيه الفنان حمزة مجالاً للبدايات، حيث جاء أسلوب الآفاقية أو الصحراوية المعتمدة على اتباع خط الأفق في تشكيل اللوحة مع انتقاء للألوان الصحراوية الساخنة التي جعلت من أسلوب السليم واجهة وقيمة كتب عنها نقاد عالميون ووجد السليم من خلالها موقعاً في موسوعة الفن الإيطالي خلال دراسته هناك.

نعود لضيفنا الفنان الدكتور حمزة باجودة صاحب الخبرة الحياتية والعملية والتشكيلية بهدوئه المعهود والكاريزما الإنسانية التي جعلت كل من التقاه يحمل له الود والتقدير، قدم في بداية تحرك الساحة وتبلورها مجموعة من الأعمال حاكى بها بيئات المملكة من صحراء وبحار وصولاً إلى بيئته التي نشأ فيها البيئة التي لها خصوصيتها وروحانيتها وموقعها في قلوب المسلمين. فكان لها نصيب من لوحاته حيث رسم البيت الحرام مع ما استلهمه من أنماط البناء والحياة الاجتماعية. اقتني له العديد من الأعمال وشارك في غالبية المعارض التي كانت تقيمها الرئاسة العامة لرعاية الشباب. جمع في اللوحة أطياف اللون من كل موقع من بيئات المملكة فمزج رمال نجد بماء بحر جدة ولامس ألوان غروب الخليج وجمعها بألوان السروات. عزف بكل تلك العناصر سمفونياته ألواناً وخطوطاً ومساحات تلتقي فيها الكتل والفراغات ليعيدها بصياغته شكلاً جديداً لا اختلف على جماله المشاهد أو المتلقي.

العمل الأكاديمي والانشغال عن اللوحة

أستاذ مشارك التربية التربية الفنية رئيس قسم التربية الفنية من 1417هـ1420 إلى هـ حاصل على درجة البكالوريوس1403المملكة العربية السعودية جامعة أم القرى وحاصل على درجة الماجستير تربية فنية 1408الولايات المتحدة الأمريكية جامعة ولاية أوهايو الأمريكية (تربية فنية نقد وتذوق فني) حاصل على درجة الدكتوراه عام 1414 الولايات المتحدة الأمريكية جامعة أوهايو بأمريكا (الفن والزخرفة الإسلامية دراسة محتوى لأعمال ثلاثة من كبار العلماء في الفن الإسلامي عنوان رسالة الدكتوراه دراسة وصفية للنقد والتذوق ضمن الاتجاه التنظيمي قام برئاسة فريق تأليف منهج التربية الفنية للمرحلة الابتدائية منهج التربية الفنية للمرحلة الابتدائية العليا منهج التربية الفنية للمرحلة المتوسطة له أبحاث تختص بحركة إعادة صياغة مناهج التربية الفنية وتدريب معلم التربية الفنية أثناء الخدمة كما أن له مشاريع بحث الجمعية العلمية السعودية للتربية الفنية جمعية الفن التشكيلي الجمعية الوطنية للتربية الفنيةNAEA وله العديد من العضويات منها عضو لجنة الجنادرية لجنة بحوث العلوم التربوية والنفسية بمعهد البحوث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بالجامعة لجنة تطوير البرنامج التتابعي والتكاملي بكلية التربية عضو لجان عضو الجنة التأسيسية لجمعية الفن التشكيلي عضو اللجنة التأسيسية لجمعية التربية الفنية عضو الجنة التأسيسية لجمعية الخط العربي عضو جمعية الخط العربي عضو الجمعية الأمريكية للتربية الفنية مهرجان الجامعة الخليجية.

تمت إعارته للعمل والاستشارات في لجنة اختيار شعار جامعة الملك خالد لجنة مسابقة عمان الدولية للفنون التشكيلية مركز البحث التربوي والنفسي وزارة التربية والتعليم ومشاركة في دورة المشروع الشامل لتطوير مناهج التربية الفنية بمراحل التعليم العام بالمملكة العربية السعودية.

أشرف وحكم وناقش على أكثر من 20 رسالة علمية وتحكيم أكثر من 40 رسالة علمية الخصائص التعبيرية لرسوم تلاميذ الصف الثالث الابتدائي في كل من قرى ومدينة مكة المكرمة وأثر المتغير الثقافي عليها برنامج تعليمي مقترح في التذوق والنقد الفني قائم على الوسائط التفاعلية المتعددة تحليل برنامج التربية الفنية بكليات المعلمين في ضوء الاتجاه التنظيمي في التربية الفنية الجدارية ودورها في الحركة التشكيلية المحلية طبيعة النقد الفني المعاصر في الصحافة السعودية (دراسة تحليلية كما شارك في مؤتمرات وندوات منها مؤتمر منظمة اليونيسكو الدولي عن تدريس الفنون برشلونة 2006 م الأيام الثقافية للجامعات السعودية فينا - النمسا2006 م المهرجان الثقافي للجامعات الخليجية.

عمان – مسقط 1419هـ.

لوحة حمزة (المبتورة)

وجود لوحة من أعمال الفنان الدكتور حمزة باجودة في مطار الملك خالد أمر مستحق للفن بشكل عام وللفنان د. باجودة كونه أحد الأسماء الفاعلة والمؤثرة في حراك الفن التشكيلي السعودي، إلا أن ما تعرضت له اللوحة من أسلوب عرض تعرضت بسببه إلى بتر جزء كبير منها وعلق الفنان د. حمزه كثيراً عنها في تصريحاته الصحفية ومنها ما قاله (إذا كانت تلك اللوحات التشكيلية عملت بغرض تجميل هذه المطارات، وإظهار روعة الفن السعودي، وإبراز تراث المملكة، لمستخدمي المطارات من كافة الفئات، فلما تعامل بهذه الطريقة المتجاوزة؟ مضيفا أنه مصدوم، ومذهول مما حدث، خصوصاً أن الأعمال الفنية هي تراث الأمة، وتحمل قيمها، ولها دلالتها، ولا ينبغي في أي حال من الأحوال التفريط فيها أو المساس بها، فضلاً عن تشويهها، وعدم تقديرها».

مكملا حديثه أو تصريحه كما تناقلته مواقع إلكترونية أن ما حصل يدل على عدم الوعي بأهمية الأعمال الفنية، ويكرس في الوقت نفسه انطباعاً سيئاً لدى زوار المطار ومرتاديه، ويبرزنا في مظهر متخلف، وينم عنا بأننا لا نولي الأعمال الإبداعية أدنى ذرة اهتمام) لنضيف لهذا التصريح أننا أكثر صدمة حينما شاهدنا كيفية صيانة تلك اللوحات والعبث بها.

- monif.art@msn.com