أثارت نشرة «الندوة» التي أصدرها قسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود، بمناسبة انعقاد ندوة «قراءة التراث اللغوي والأدبي في الدراسات الحديثة» الأسبوع الماضي، غضب بعض أساتذة القسم وعديد من أساتذة اللغة العربية والمثقفين الذي حضروا حفل الافتتاح. فقد كانت مليئة بالأخطاء اللغوية وركاكة التعبير وأخطاء الصياغة والأسلوب، لا سيما وهي تصدر عن قسم معني باللغة والأسلوب، وكان يقوم بإعدادها والإشراف عليها أساتذة من القسم، وبعض موادها الأشد ضعفاً موقَّعةً بأسمائهم إلى جانب حرف الدال.
وامتزج الغضب بالسخرية في تعليق بعض أساتذة القسم، فقالوا: إن من المؤسف أن تمثل هذه النشرة قسماً يدرس فيه عشرات طلاب الماجستير والدكتوراه المختصين في اللغة العربية وآدابها، ويضم نخبة من أفضل الأساتذة في هذا الاختصاص بالمملكة، فهي تعكس الجهل والإهمال معاً ولا يمكن الاعتذار عنها بأي عذر. وقالوا إن الأدهى والأمر أنها كانت توزَّع على أساتذة وأستاذات قدموا إلى الندوة من خارج المملكة، بالإضافة إلى أساتذة من خارج القسم أومن خارج جامعة الملك سعود. فهل وصل بنا الضعف العلمي واللغوي إلى الدرجة التي لم نعد نعرف فيها ضعفنا؟! وهل أصبح الجهل يدعونا إلى المفاخرة والمباهاة بما فيه عار علينا وخزي لنا؟!
وقال الدكتور صالح زيّاد رئيس اللجنة العلمية للندوة: «إن مسؤولية هذه النشرة تقع على الأسماء المدوَّنة عليها تحريراً وإشرافاً، وليس للّجنة العلمية التي شَرُفتُ برئاستها أي صلة بها. وأنا متفق مع الزملاء تماماً أن هذه النشرة عكست صورة بائسة عن قسم اللغة العربية وجامعة الملك سعود، وكان الواجب أن يُسنَد تحريرها والإشراف عليها إلى من يشعر بالمسؤولية تجاهها ويستطيع تحمُّلها».