اللحية الثقافية وتعددية العلامة
مرت اللحية في مجتمعنا بثلاث مراحل تشهد كل منها على هوية مرحلية، فقد كان جيل الشباب في الستينات يجافي اللحية وكان الأصل فيهم هو حلقها، ويتصاحب هذا مع التيار العروبي واليساري حيث كانت الموجة، واستمرت الحال حتى جاءت الصحوة في الثمانينات، وبدأ التبدل باتجاه أهم علامات الشاب الصحوي: اللحية، وانتشرت اللحية على وجوه الشباب، وكل صحوي فهو ملتح بالضرورة، ومع نهاية التسعينات تغير مسار الصحوة من مرحلة الحشود إلى مرحلة المثاقفة الافتراضية فضائيًا وعبر مواقع التواصل الاجتماعي فتغيرت حال الصحوة كما ذكرنا في التوريقة السابقة، وصارت ضمن تشكيل ثقافي تنافسي ومتعدد وانتفى التفرد الميداني، وكذلك صارت اللحية علامة تعددية أيضاً فظهر نوع من اللحى الشبابية تقوم على التشكيل الفني ويصحبها تفنن في الشماغ أو انحسار الرأس مع تسريحات في شعره كما في اللحية، وذلك مقابل اللحية الصحوية التي تكون طبيعية ويصحبها ثوب قصير، ومن ثم اتسعت دائرة قراءة الوجوه والتعرف على صفات صاحب الوجه بمجرد النظر في وجهه، وخلق هذا صيغًا وصورًا للتعدد في العلامات تبعا لأنماط التفكير بين تنوعات جيل الشباب.