مليحة العبد الله تشكيلية سعودية تقتنص مكامن الجمال بعين لماحة ورؤية ناضجة
(ليس كل بيضاء شحمة وليس كل سوداء فحمة) مثل يمكن أن ينعكس على كل ما في حياتنا عندما نتبصر ونحلل واقعنا كل في مجاله، ومن ذلك مجالنا التشكيلي، فكل يوم يبرز موهوبون يخالطهم هواه، وكثير ما يدخل الساحة التشكيلية من مدعي القدرات والموهبة ما يحدث فيها تشويهاً وازدحاماً عند الاختيار. ومع ذلك يخرج من بين تلك الأكوام من البشر (التشكيليين) من يثبت وجوده ويقنع المشاهدة ويفرض على المقتني الإعجاب والاهتمام ويدهش الناقد والمحلل والقارئ لحقيقتهم. واليوم يسعدنا أن نقدم الفنانة التشكيلية مليحة عبد الله أنموذجاً للفن النسائي (تنفيذاً وليس تصنيفاً)، نضمها إلى العديد من الأسماء التي تتشرف بها الساحة ويتشرف بها من يتابعها من الأقلام بالكتابة عنها، فنانة تعمل بصمت بعيداً عن الإعلام، فنانة وجدت نفسها في دائرة المنافسة والوقوف بإبداعها أمام فئة صعبة التنافس (فئة الرجال) التي سيطرت على الساحة فترات طويلة إلى أن برزت أسماء نسائية ضيفتنا إحداها، أزاحوا الكثير من المنافسين عن طريق حصد الجوائز، فكسبتها المرأة وتراجع الحضور الذكوري في كثير من تلك المواقف.
تجربة واستشراف مستقبل
تميل الفنانة مليحة إلى التبسيط الأصعب في تكوين اللوحة، فهي تختار عناصرها من كل بحر من بحور موروثها البيئي (الحرفي)، من المشغولات أو النقوش، ومن (الإنساني) بما تجده مناسباً للفكرة ومكملاً لها عند إضافة رجل أو امرأة، تتعامل مع الأخير بحذر تارة وبالجرأة تارة أخرى، تستقي ألوان لوحاتها من محيطها وبما اختزلته على مدى سنوات عمرها، فكل لون له معنى.. وذكريات.. ومكان.. وزمان، فهي ابنة البيئة النجدية بكل تفاصيلها حاضرة كانت أو بادية، تجمع في اللوحة أطياف الجمال وتغزلها بمغزل واثق الخطى حينما يدور أو يستدير حول كل جزء جميل تقع عليه عيناها لتلتقط روحه أكثر منه شكلاً لا حراك فيه لتعود به خيطاً قوياً تشكل منه لحمة وسدى إبداعها.
الرمز وبناء اللوحة
أصبحت أعمال الفناة مليحة العبدالله ذات خصوصية من خلال استخدامها للخسب كأرضية لتكوينات عناصرها، ومع أن التجربة ليست جديدة إلا أن استمرارها على هذا النهج جعلها تتنفرد وبشكل قوي في المعارض عكس ما كان عليه من سبقوها حيث توقف الكثر منهم، ومع أننا لا يمكن أن نستبق ما يمكن أن يحدث من تغير أو تبدل في الوسائط التي يمكن أن تلج إليها في قادم تجاربها إلا أنها بالفعل نجحت في التعامل مع هذا الأسلوب من تشكيل العمل.
تعتمد الفنانة مليحة على الرمز في اللوحة وبشكل مدروس لا يأتي اعتباطاً أو ثقيلاً أو مفروضاً على المساحة التي يتربع فيها أي من تلك العناصر، وإنما يحضر مرتاحاً مستقراً مكملاً مع ما حوله من عناصر، تجمع الفنانة أطراف اللوحة بعضها ببعض فلا يجد المشاهد نشازاً أو نفوراً بين الخطوط والألوان أو الكتلة والفراغ، بقدر ما تصبح اللوحة جاذبة ومثيرة للدهشة من أول وهلة، تمنح بعدها المشاهد حق التحليل والنقد والحوار.
ألوان صحراوية مزجت بماء غدير
عندما تجمع الفنانة مليحة ألون الأرض رمالها وجبالها وخضرة ربيعها بقطرات من ماء الغدير العذبة، فالنتيجة بلا شك لها نكهتها وطعمها، فهي بكل ما فيها من إيحاء تمثل أبعد مساحة نحو عشق الوطن، وكما نجزم أن الفنانة حينما جعلت من المرأة مرتكزاً للوحة وجزءاً لا ينفصل عن أي عمل تقوم بها لا ما قل من الأعمال، فهي بذلك تعتبر حشمة وانتماء المرأة لبيئتها جزءاً من هوية وجمال اللوحة. فهي أيضاً ترى في اللون معنى وفي تنوعه صوراً من الكلمات التي تنطبع على العين وتلج الوجدان.
ألوان تختلف من لوحة إلى أخرى توضفها حسب الفكرة وأبعادها الفلسفية، تضفي عليها جمالاً على جمال بقية عناصرها بقناعة تامة أن للألوان رسالة ودوراً في التعبير، ومع تبدلها وتغيرها إلا أنها تبقي معها خصوصية إيقاعها الجميل الهادئ تحمل معها اسم الفنانة وتجربتها.
وقفة تستحق التقدير
وقفة يجب أن لا نتاجوزها لا يقل إعجابنا بها عن إعجابنا بما أبدعته الفنانة مليحة. تلك هي وقفة زوجها (طلال) الذي ضرب أعلى درجات الأمثلة للزوج الداعم ليقلب ما كنا نعرفه من مثل أن وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة ليصبح (وراء كل امرأة عظيمة في مجالها رجل)، حضاري.. راق في ذائقته مطبقاً وصية دينه بالمرأة زوجة كانت أو أختاً أو أماً.. موقف تفتقده الساحة ويفتقده الوطن من أفراد وقفوا عائقاً أمام قدرات ومواهب المرأة..
السيرة الذاتية
الفنانة - مليح بنت عبدالله / سعودية الجنسية /خريجة حاسب آلي.
- عضو في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جيسفت) المركز الرئيس.
- عضو فرع جسفت في الدوادمي.
جوائز
- فائزة في المركز الأول في معرض مجلة أيادي الأول 2012م.
- فائزة في المركز الثالث في مسابقة لوحة وقصيدة بسوق عكاظ 2013م.
- فائزة في المركز الثاني في معرض [ريشة مبدعة] لأجنحة عربية بجدة 2012م.
- فائزة في المركز الثاني في المعرض الأول لجمعية الثقافة والفنون في حائل 2012م.
فائزة في المركز الثاني في معرض “بنات الريح” لجمعية الثقافة والفنون بجدة 2012م.
فائزة في المركز الثالث بجائزة ملتقى جسفت الأول برعاية دهانات الجزيرة 2014م.
حاصلة على تكريم وميدالية ذهبية بفنون الشرق الأوسط الثاني للقطع الصغيرة بالقاهرة.
مشاركات
مشاركة في معرض كلانا الخيري 2011م.
- مشاركة في معرض الجنادرية 2011م.
- مشاركة في معرض الوطن من خلال الوثائق الرسمية 2011م.
- حاصلة على مرتبة العمل المميز في ملتقى الإبداع الأول افتراضي 2011م.
- مشاركة في معرض خريف الدوادمي 2012م.
- مشاركة في معرض السفير 2012م.
- مشاركة في معرض الأسر المنتجة 2012م.
- مشاركة في معرض “فن الأبداع” في بهو الفيصلية 2012م.
- مشاركة في مسابقة الفن الإسلامي المعاصر 2012م. مشاركة في معرض إصدار نادر 2 بجدة 2012م.
- مشاركة في معرض ببيت السفير الأمريكي 2013م.
- مشاركة في معرض أجنحة عربية للفن المعاصر 2013م.
- مشاركة في معرض جسفت الأول 2013م.
- مشاركة في معرض السوق للأعمال الفنية الصغيرة لجمعية الثقافة والفنون بجدة 2013م. - مشاركة في معرض الجنادرية 28 لعام 2013م.
- مشاركة في معرض إبداع الرياض 2013م.
-مشاركة في المعرض الدولي للفن الإسلامي المعاصر في المدينة المنورة 2013م.
- مشاركة في معرض الخيال الحر في الرياض 2013م.
- مشاركة في معرض إصدار نادر 2 في مؤسسة أجنحة عربية في جدة 2013م.
- مشاركة في معرض الفن والبوح والبحث عن الذات في محايل عسير 2014م.
- مشاركة في معرض الزيتون التشكيلي في الجوف 2014م. مشاركة في معرض السفارة الكويتية بمناسبة احتفالاتها الوطنية 2014م.
- مشاركة في معرض الجنادرية التشكيلي 29 عام 2014م. مشاركة في مسابقة أبها للفن التشكيلي 2014م.
-مع الحصول على شهادات تقدير واقتناءات لأعمال في العديد من المعارض الفنية.
الدورات:
- دورة في تقنيات الرسم بالألوان المائية 2012م مع الفنانة الأمريكية لوري.
-دورة الصناعة بالخزف2013م بجمعية الثقافه والفنون في الرياض (جسفت).
- دورة مدخل ابتكار الحلي 2013م.
- دورة مكثفة في الفن التجريدي 2013م، ورش فنية قدمتها..
- مقدمة دورة أبيض وأسود بمرسم مشاعل 2013م.
- مقدمة دورة فن التجريد بجمعية الثقافه والفنون في حائل2013م.