Saturday 08/03/2014 Issue 431 السبت 7 ,جمادى الاولى 1435 العدد

غياب..

هل في الأراضين ما يجتثُّ عزلتَنا

من مهرق الصبرِ حتى موطئ الكدرِ

لا بيت.. لا قول.. لا صوت أصنّفه

يحيلني ملء سمعِ البينِ والبصرِ

أوسعتُ حلمي عمرًا قِيد أمنية

وضيّق الصبحَ طولُ الليلِ والسهرِ

إني اجترحتُك حلمًا لا قياس له

يا ليتَ أحلامَنا تُنسى مع الكبرِ

مذ غبتَ والشجنُ الباقي أوزعُه

على السواكن.. والطرقات.. والبشرِ

تُرتّب الأجرَ من تهميشِ أمنيتي

يَدُ الجروح، ولم أجزعْ من القدرِ

يا فائضًا عن حدودِ الصبرِ مطردا

فيك الغياب، فهلا أبتَ من سفرِ

أخشاك، بل أصطفي نخْبَ الكلامِ كمن

يعاود المحو، والعتبى على حذرِ

كأن في الصمت ما يغني تأملنا

أو يحشدُ العمرَ في موسوعةِ السيرِ

أستوقفُ الوقتَ أو أفني عقاربَهُ

كي أستعيد -مجازًا- دهشةَ الصغرِ

فقرُ الإجاباتِ دون الشكِّ منزلة

والصحو في معزلٍ عن غايةِ المطرِ

صوفيّة القلب، خلقُ الشعرِ تزجيةً

للحالمِ الغارقِ المزروعِ في الصورِ

صوتُ الحياةِ وإكسيرٌ توزّعه

كل المجانين.. سكرٌ دونما خدرِ

مجهولُنا لم يحط علمًا بذي قلق

والبوحُ ليس ازدواجيًا لتنشطري

أن تملكي عالمًا في شكلِ أمنيةٍ

تضيعُ بين التماس العذرِ والخفرِ

أحببتِ إبداءها يومًا فضنّ بها

الهاجسُ المرتمي في زحمةِ الأُطرِ

غلواء عقلكِ والشعر الجنون فهل

تستوطنُ الجملة المنفيّ من خبرِ

خذي من الصدقِ ما يكفي لمرثيةٍ

وصعّدي حزنكِ المخلوقَ من قترِ

هنا على الأرضِ نشقى في تشيؤنا

والشعرُ بعض العروجِ الحرِّ فانهمري

لم تدلفي عالمَ الغاوين من سعةٍ

فألف ضيقٍ ليحيا الشعرُ من ضجرِ

تعدّدتْ جملةُ الأسبابِ واتحدّتْ

غاياتُ من يقتفي حيّا بلا أثرِ

نورة القحطاني - الخرج