اعتبرت أستاذة السرديات بجامعة أم القرى الدكتورة كوثر القاضي أن الرواية السعودية قد خطت خطوات كبيرة إلى الأمام؛ وحازت روايات عديدة على جائزة البوكر العربية كان من بينها روايتي «ترمي بشرر» لعبده خال2010م، و»طوق الحمام» لرجاء عالم2011م، واليوم تتقدّم رواية «غراميات شارع الأعشى» لبدرية البشر للقائمة الطويلة للبوكر العربية، وهذا يضع المتتبع للحركة الروائية في المملكة العربية السعودية أمام تساؤلات مثل: هل تسهم هذه الجوائز في مسيرة الرواية العربية في السعودية؟ هل يضع الروائيون هذه الجوائز في حساباتهم؟ وإذا كان الروائيون ينظرون إليها هذه النظرة، فكيف نفسّر صدور روايات مثل: «قبيلة اسمها سارة» و»حوجن» وغيرها؟.
وتضيف القاضي: لابد أن هناك من له حسابات خاصة يديرها ويكسبها بعيداً عن المشهد الروائي المُحتفى به، ولهم حساباتهم الخاصة التي لا تخطئ أيضاً؛ فمبيعات الروايات السابقة كبيرة جداً وطبعاتها كثيرة جداً تتجاوز الحد المعقول! فهل لجائزة البوكر أيضاً حساباتها الخاصة؟ وما هي مواصفات الروائي الذي يفوز بالبوكر؟ فبمقارنة بسيطة جداً بين «ساق البامبو» لسعود السنعوسي التي فازت العام الماضي بالبوكر ورواية بدرية البشر «غراميات شارع الأعشى» نجد أن الأخيرة تتضاءل كثيراً، ولا تكاد تعد رواية أمام الأولى التي تعالج قضية إنسانية كبرى، قضية البحث عن الذات، من خلال كتابة جريئة جداً عن مشكلة العمالة الأجنبية في الكويت والخليج، وبحث قضية الهوية وازدواج الشخصية التي يعاني منها «خوزيه» المولود لأم فلبينية وأب كويتي. هذه الرواية بانفتاحها على الآخر في كل مكان وزمان ترقى إلى العالمية، بينما تفتّش بدرية البشر في خفايا مجتمع متديّن محافظ، وتسرد حكاية عزيزة التي تعيش مع أسرتها المكوّنة من والديها وأربع أخوات، وترغب عزيزة الخروج من أسر المجتمع المحافظ لتمارس حياتها بحرية أشبه بما تعيشه الممثلات المصريات، ويشهد سطح بيت عزيزة أنشطة مختلفة؛ فتمارس فيه الفتيات أنشطة مختلفة بعيدة عن عيون الرقباء؛ فيكون السطح محطة للقاء العشاق، وتجتهد الرواية ومعظم أعمال البشر السردية في ترسيخ التمرد على قيود وأعراف وتقاليد المجتمع المحافظ، لكن بدرية البشر في هذه الرواية بالذات تلتقط خيطاً رفيعاً ربما رفع أسهم هذه الرواية أكثر من غيرها، حين تشير إلى حادثة شهيرة وقعت عام 1979 حين تم احتجاز المصلين في الحرم ووقع ضحية هذه الحادثة كثير من الأبرياء، لتشير إلى خطورة التشدد الديني على المجتمعات.
وتختم القاضي حديثها قائلة: وما زال التساؤل قائماً: على ماذا يتكئ القائمون على جائزة البوكر لترشيح الروايات في القائمة الطويلة أولاً، ومن ثّمّ الترشّح للقائمة القصيرة؟!