في قدميكِ النحيلتين
رحيل معقود،
وأعلم أنك قد ترحلين
في قطع من الليل!
تنامين نِصفَهُ
أو تزيدين قليلاً
كالهاربة إلى جِبلتها
حيث غمام النهاية..!!
لا تلوحي بيدكِ
لن أراكِ في الغبش،
أرحلي.. كجنية الليل..
وسأتحسس بقايا الجسد،
خذي النفس الأخير
وآخر قصيدة حزينة
وأملأي الهودج بأسئلتي..
أرحلي.. في ضجة الصمت
لا أريد أن أتذكر..
أنني لصوتكِ قد أقمت..
حدوداً وشِعراً وعسكر!!
أرحلي.. كما تشائين..
إلى نجد.. إلى الشام
إلى المغرب..
وربما ضللتي الطريق،
وجئتِ حيث يثرب!!
مزقي الخارطة وأرحلي،
كثائرة طاهرة مظلومة
كوليَّة صالحة..
هاربة مِن وِزرٍ قديم
فالرحيل ثورة ضد الحب
وضد الذنب..
خطوطه في جبين المخطئين،
والغرباء.. والخالدين،
في تجاعيد شيخ يحملُ
ألف موت وقُبلة..
وله في المواقيت
مئة ضالة وضالة!!
وفي ثنايا الخطايا..
سأبقى في المحراب ليلاً
أستغفر لكِ
من طاغوت النوايا..
وأُعيذكِ من سؤالي
ونهاياتي، وشعري!!