أثر الإعلام الجديد في تحولات الوعي في المجتمع السعودي 3-6

في هذا العصر تطور كل شيء، والإعلام هو الآخر شهد تطوراً كبيراً ومستمراً، فقد تجاوزت الصحافة الشكل التقليدي، على مستوى النشر «ورقياً»، لتصبح الصحافة الإلكترونية قادرة على إثبات وجودها، وفاعليتها، مما جعلها تتنوع وتتشكل في هذا الجانب، حيث نجد أنها ظهرت إلكترونياً على الأشكال التالية:

1- الصحافة الورقية

بادر عدد من الصحف الورقية السعودية إلى إنشاء مواقع إلكترونية على «الويب سايت»، وانطلق هذا الأمر في منتصف التسعينيات الميلادية، كما انطلق عدد من الصحف الإلكترونية التي أصبح لها حضورها الفاعل لدى المتلقي في الفترة الراهنة.

وكان هدف الصحف الورقية أن تواكب الصحف الإلكترونية، وكذلك أن تتواجد مع القارئ على الشبكة العنكبوتية، حتى تتمكن من أن تقدم له المادة الإعلامية بالوسائل المختلفة، ومع هذا كله، فهناك مواقع إلكترونية لصحف ورقية، استطاعت أن تتحول إلى مواقع تفاعلية، وهناك مواقع لصحف أخرى، لم تتمكن من تحقيق ذلك، لكونها لا تزال تقليدية، حيث إنها عبارة عن صحيفة ورقية على «الإنترنت»، يعني ذلك أنها لا تقوم بالتحديث الفوري للأخبار، ولا تعطي مجالاً لتفاعل القارئ في المشاركة برأيه على المادة المنشورة، وهناك صحف ورقية تمكنت من جعل مواقعها الإلكترونية على قدر عالٍ من التفاعل، حيث قدمت المادة المتحركة «ذات الصوت والصورة، ومادة الفيديو»، وهي بذلك تصبح تلفزيونية إلى جانب كونها صحيفة مقروءة، وهي تقدم المادة التلفزيونية في بعض الحوارات المهمة المنشورة في الصحيفة، وكذلك تستخدمها كشواهد لبعض القضايا التي تطرح وتحتاج إلى أن تسجل كتوثيق بالصوت والصورة، مما يسهم في زيادة حجم المصداقية.

ووفقاً للباحث الأمريكي «مارك ديويز» حول تاريخ الصحافة الإلكترونية، فإن أول صحيفة في الولايات المتحدة تطلق نسخة إلكترونية على الإنترنت كانت «شيكاغو تريبيون» عام 1992، مع نسختها «شيكاغو أون لاين»، وتوالى بعد ذلك ظهور المواقع الإخبارية والصحفية على الإنترنت، سواء التابعة للصحف والقنوات التلفزيونية أو المواقع الإخبارية المستقلة التي تعد قناة صحفية إلكترونية مستقلة في حد ذاتها.

أما الصحافة العربية فقد بدأت خطواتها الأولى في إطلاق مواقعها الإلكترونية في العام 1995، الذي يمثل تاريخا لدخول الصحف العربية إلى شبكة الإنترنت.

2- الصحافة الإلكترونية المحضة

وهي صحافة نشأت على الشبكة الإلكترونية وتأسست بهذا الشكل، وهي بذلك انطلقت في طرحها معتمدة على التحديث المستمر، بعضها يصل التحديث بها - على مدار الساعة - أو حسب الأحداث، وهناك أكثر من صحيفة تمكنت من إثبات وجودها في هذا الجانب، وأصبح لها قراؤها، ومتابعوها، وحققت نجاحاً وتميزاً ملحوظين، حيث أصبحت متابعة من القراء للدرجة التي جعلت كثيراً من القراء يقومون بالاطلاع على الصحيفة عند سماعهم بأي خبر جديد يثار في المجالس، للتأكد من صحته من خلال هذه الصحيفة أو تلك، وفي اللحظة نفسها التي وصلت فيها المعلومة بصرف النظر عن الوقت، ولعل هذا ما تتميز به الصحف الإلكترونية عن الصحف الورقية، لكونك لا تحتاج لأن تنتظر، كقارئ، حتى اليوم التالي، كي تطلع على الأخبار الجديدة.