هذه الدراسة أجراها الباحث ضمن متطلبات الماجستير من قسم الأدب بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بإشراف الدكتور إبراهيم بن فوزان الفوزان عام 1413هـ / 1993م وكان الهدف من اختيار الباحث لهذا الموضوع كما قال في مقدمته: (رغبته في الاطلاع عن كثب على مسيرة المسرح السعودي بالإضافة إلى رغبته في الرد على من يزعم عدم وجود مسرح سعودي سواء من زملاء الدراسة أو من غيرهم في الأوساط الثقافية..) ويبدأ الباحث الخرجي دراسته بتعريف المسرحية وتفصيل أنواعها، وعناصر النص المسرحي ثم ينتقل إلى عرض موجز لتاريخ المسرح العربي وبداياته مع مارون النقاش في لبنان وأبي خليل القباني في سوريا، ثم في مصر بيعقوب صنوع، ثم سليمان القرداحي، فسلامة حجازي، ثم يسلط الضوء على المسرحية الشعرية بدأ من مسرحية (المروءة والوفاء) لخليل اليازجي سنة 1293هـ حتى أحمد شوقي بمسرحياته (مجنون ليلى، كليوبترا، الست هدى.. الخ) مروراً بعزيز أباظة، وعلي عبد العظيم، وباكثير.
في نهاية هذا الفصل يخصصه الباحث الخرجي للحديث عن بداية المسرح السعودي الذي يتبنى فيه رأي الدكتور نذير العظمة حول بداية ظهور المسرح بالمملكة التي يرجعها للمسرح المدرسي في حفلات السمر والحفلات الختامية حيث تعرض مسرحيات مختلفة. وقد ساعد على ذلك تشجيع المدرسين الذين أتوا من مصر أو الشام، على الرغم من أن الباحث يورد ذكر لمعلمين سعوديين كان لهم دور كبير مثل الأستاذ صالح بن صالح في عنيزة، ثم يتحول الباحث إلى النشر الأدبي للنصوص المسرحية الذي استهله الأديب حسين سراج وأتى بعده كل من عبد الله عبد الجبار وأحمد عبد الغفور عطار، ثم عرج على المحاولات التمثيلية لتقديم المسرح الممثل بدأ من عبد العزيز الهزاع مروراً بمحاولة الأستاذ أحمد السباعي وأخيراً بالتلفزيون السعودي عندما عرض طبيب بالمشعاب المعدة عن طبيب رغما عنه لموليير والتي أعدها وأخرجها إبراهيم الحمدان، لكنه يخطئ حينما يقول: (وكان لهذه المسرحية كبيراً، إذ تم إنشاء جمعية الثقافة والفنون في نفس العام..) وكأنه يريد أن يجعل عرض طبيب بالمشعاب سبباً في تأسيس الجمعية وهذا خلاف الحقيقة حيث إن الجمعية أسست بالرياض في شهر ذي القعدة من عام 1393 هـ / 1993م، والمسرحية عرضت في شهر جمادى الثاني من عام 1394هـ / 1974م أي أن تأسيس الجمعية سبق عرض المسرحية بحوالي ستة أشهر ناهيك عن وجود جمعية الفنون الشعبية بالأحساء قبل ذلك بثلاثة أعوام، والتي أصبحت فيما بعد أول فرع لجمعية الثقافة والفنون. ويجب أن نشير إلى أن الباحث اكتفى بالنقل من المراجع السابقة والتلخيص منها وهي كتاب نذير العظمة المسرح السعودي – دراسة نقدية، وكتاب عبد الرحمن الخريجي نشأة المسرح السعودي، ودراسة ناصر الخطيب: المدخل إلى دراسة تاريخ المسرح السعودي (لم تنشر وقت إجراء الخرجي دراسته). ولم يكلف نفسه مناقشة أو التعليق على التناقضات التي صاحبتها أو محاولة تصحيح الأخطاء التي وردت فيها.
ففي الفصل الثاني من البحث جعله الباحث للحديث عن المسرح السعودي في ظل المؤسسات وقسمه ثلاثة أقسام هي: المسرح المدرسي، المسرح الجامعي، مسرح الرئاسة العامة لتعليم البنات.
والقسم الثاني: المسرح في ظل المؤسسات الإعلامية أ: المسرح الإذاعي، ب: المسرح التلفزيوني. أما القسم الثالث المسرح في ظل الرئاسة العامة لرعاية الشباب: أ) قسم الفنون المسرحية، ب: جمعية الثقافة والفنون، ج: الأندية الأدبية، د: الأندية الرياضية.
وفي هذا الفصل يكرر الباحث النقل من المراجع السابقة مبيناً أهداف المسرح المدرسي، والجامعي، بالإضافة إلى إلماحة بسيطة عن دور الإذاعة والتلفزيون، ثم دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب بمؤسساتها المختلفة، لكنه يكرر نقل الأخطاء بل يزيد عليها فقد وقع ببعض الأخطاء التاريخية وأشكل عليه بعض المسميات مثل: قوله إن مسرح الإذاعة بدأ في عام 1981م والحقيقة أنه بدأ في عام 1381 هـ / 1961م،. وكذلك الخطأ في اسم مسرحية ساق القصب حيث أوردها ساحة القصب، بالإضافة إلى الخلط بين مسميين لمهرجان واحد ألا وهو مهرجان المسرح العربي المتنقل، وذكره مرة أخرى المسرح الجوال، كذلك نسبة مشاركة المملكة في هذا المهرجان مرة إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ومرة إلى جمعية الثقافة والفنون، والصحيح أنها لإدارة الشؤون الثقافية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب بمسرحية صفعة للمرآة من تأليف عبد العزيز الصقعبي وإخراج عبد الرحمن الرقراق وتمثيل بكر الشدي (رحمه الله). كما أن المشاركة في الجزائر كانت ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي السعودي بالجزائر وليس المسرح الجوال، بالإضافة إلى خلطه بين مهرجان المسرح لشباب دول مجلس التعاون الرابع، وبين مهرجان الفرق المسرحية الأهلية لدول الخليج العربي، حيث جعل المشاركة في مسرحية واحدة هي القافلة تسير لفرقة مسرح الشباب بالأحساء من تأليف وإخراج سامي الجمعان بينما أن الواقع أن المشاركة لمسرحية القافلة تسير كانت في مهرجان الشباب أما المشاركة في المهرجان الرابع للفرق الأهلية كانت لمسرحية الملقن لفرقة جمعية الثقافة والفنون بالدمام. الفصل الثالث من البحث قدم فيه الباحث رصداً للكم المسرحي السعودي ودراسة نقدية تطبيقية لنص مسرحية الجراد للكاتب علي السعيد، وفي القسم الأول وهو الكم المسرحي السعودي قام الباحث بعمل جداول رصد فيها المسرحيات سواء المنشورة أو الممثلة أو المخطوطة التي استطاع الوصول إليها أو على الأقل ورد ذكرها إليه ولكنه أورده بشكل عشوائي فهو لم يعتمد على الترتيب التاريخي لتقديمها كما لم يلتزم بتأريخ جميع المسرحيات التي ذكرها لم يصنفها وفقاً للجهة المنفذة أو الناشرة.. بالإضافة إلى بعض الأخطاء في نسبة المسرحيات لفرق غير الفرق التي أنتجتها...الخ.