Saturday 08/02/2014 Issue 427 السبت 8 ,ربيع الثاني 1435 العدد
08/02/2014

المؤتمرات والندوات في المملكة إلى أين؟

لعل الذي يتساءل عنه كثيرون، إنه أمر جلل بل لعله مع شدته ينسى مع أنه هو الدافع لكل قضية من قضايا: العلم.. واللغة.. وفقه النوازل حتى في غير هذه العلوم من علوم أخرى كالطب والفيزياء.. إلخ.. ينسى.

فهل هذا للعجز عنه؟

أو بسبب العلم.. والطرح الإنشائي؟

أو هو بسبب العجلة؟

أو أن ذلك يكون لفقدان الموهبة الحقة؟(1)

أو لعدم تمام الجد للوصول إليه؟

فهناك جرت: ندوات وحوارات ولقاءات وكثير من: الجلسات على هامش بعض: المؤتمرات كل هذا من أجل خدمة: العلم.. اللغة.. النحو.. علم الحديث.. فقه المستجدات.

وأنت إذا رحت تبحث رويداً رويداً وجدت هنالك متشابهاً حياً متفقاً بين كل هذه الجهود والسؤال هنا، لماذا لم يظهر إضافة ما تضاف إلى ما سبق من علم.. أو لغة.. أو نحو.. أو فقه.. أو حديث.. إلخ..؟(2).

فكل ما هناك كله.. تكرار بأساليب مختلفة وفي طرح مختلف وفي اجتماع ومكان مختلفين لعل السبب يعود.. دون ريب.. إلى أن العاطفة تطغى.. والعجلة تتقدم والإنشاء يسود(3) وأحياناً أقول أحياناً لعل الاختيار لبعض الأعضاء يكون في حاجة إلى غربلة ونزاهة وصرامة وجد ويصرف النظر هنا يصرف.. جزماً.. عن سمعة الشخص أو أستاذيته أو جاهه إنما يركز التركيز كله - لا جرم - على ذوي القدرات الفائقة وبعض هؤلاء قد يكون غير مشهور البتة لكنه معروف بموهبته وجدته ونزاهته وصفاء ذهنه لا سيما إذا عرفنا أن غالب الذين أضافوا إضافة غير مسبوقة هم أولئك من الذين قد لا يؤبه بهم ولا يلتفت إليهم لضعفهم وفقرهم وشدة حساسيهم الشفافة(4).

وفي سلوك سبيل.. التراجم.. فإن تراجم كبار العلماء على ما أسسه: الذهبي، والمزي، وابن سعد، وابن خلكان، وابن عساكر، وابن كثير.

وحسبك أن جملة ممن نال: (نوبل) لم يكن شيئاً مذكوراً لولا قوة البحث عنهم ودقته وأمانته ما بين: عالم وروائي، وقاص، وطبيب.. إلخ.

أضافوا جديداً إلى العلم الذي تخصصوا فيه وأجادوا وأفادوا.

ولا ضير ونحن قد نبلي بلاءً حسنا فيما عساه يكون: ندوة، أو لقاء، أو اجتماعاً، أو مؤتمراً، حيال: اللغة، مثلاً: أو السنة أو التاريخ، أو الإدارة، ولو بعد حين، من.. الآن.. أن أدون هنا ما كنت أفعله فيما يعهد إليَّ: ندوة، أو لقاء، أو محاضرات دقيقة عليا، أن أدون ما كنت أقوم به خلال خطاب مقتضب لمن وقع عليه الاختيار ليبحث ويرى ويبدي ويعطي ما يراه وما توصل إليه في دائرة ما دعي إليه دون سواه.

معالي الأخ:

فضيلة الأخ:

سعادة الأخ:

السلام عليكم.. أما بعد:

فنقدر لكم جهودكم في مجال (اللغة) (.. العلم..) (فقه المستجدات) (الفتياء) (القضاء) (الإدارة) ونرفق لكم نموذجاً لما سوف يتم تناوله في هذه: (الندوة)، (اللقاء العلمي المتخصص)، (المؤتمر)، (الحوار..)، (السنة) إلخ.

مما يمكن تسميته (لقاء) يبحث فيه قضية ما. على أننا نود الإشارة (هكذا) إلى أننا نرغب إليكم بما عرف عنكم من: تأصيل وتقعيد نرغب وقد وقفتم على (الموضوع) أن تطرحوا سابقة علمية تضاف إلى رصيدكم العلمي على أن تكون هذه السابقة لم تكن من قبل، وكم يطيب لنا في هذه (الندوة)، (المؤتمر).. إلخ. إبراز إضافتكم غير المسبوقة (عالمياً)، كإضافة خالدة متمنين لكم السداد، ا.هـ.

هكذا كنت أفعل وقد جربته على طلبة الدراسات العليا (بجامعة نايف) المركز العربي من قبل ما بين عام 1402هـ حتى: 1412هـ في فترات متفاوتة وقد نجح.

من هذا كله فإن حرصي الشديد والشديد جداً أن يبدأ في (المملكة) من الآن وصاعداً الاهتمام القوي والكبير نحو: تحرير كل ندوة تقام.. أو مؤتمر.. أو حوار حتى على الصعيد السياسي الاهتمام بضرورة (الإضافة)(5).

وهذا ليس بعزيز متى ما تم تحفيز القدرات اللا شعورية لدى المدعوين من: علماء ونحوهم، وهذا كله سوف تلقائياً يطرح ما يلي:

أ - التكرار.

ب - مجرد النقولات.

ج - مجرد الاستشهادات.

د - مجرد التعليقات والشروح.

هـ - الزخرفة الإعلامية(6).

وأنا زعيم بنجاح هذه التجربة إذا جاء الخطاب الموجه يحمل أسلوب الحمل على المراد طرحه بلباقة وذكاء ودهاء(7).

** ** **

الهامش

(1) (الإنسان ذلك المجهول). الكسس كارليل من ص 4 - 205.

(2) (الطرق الحكمية) لابن قيم الجوزية ص 6 -8- 9 -10 حتى ص 58.

(3) (الموافقات للشاطبي) م-1 ص 9-57 - م-2 ص7-111.

(4) (الحلية) لأبي نعيم م-1 حتى ص 201 م-5 حتى ص 110.

(5) (مذكرات شرشل) من ص 5 حتى 117.

(6) (يسألونك) لابن لحيدان م - 1 حتى ص 120 م - 3 حتى ص 105.

(7) (الوثائق النبوية) لحميد الله من ص 5 حتى ص 99.

- الرياض