كان للتجمع العمالي في المنطقة الشرقية من المملكة الذي تكون بنشأة الأحياء السكنية التي أنشأتها شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو)، وما يتبعها من شركات ومقاولين، الدافع الأساسي لإيجاد منبر إعلامي يوجه ويعبر عن تطلعاتهم وأمانيِّهم، فقد كانت الصحف الصادرة -وقتها- في مصر ولبنان والعراق ذات تأثير قوي في دغدغة مشاعر المواطنين، وبالذات التجمعات العمالية تلك، والتحدث باسمهم، ورفع مطالبهم، إضافة لوجود بعض البيوتات والأسر المهتمة بالجانب - الثقافي الديني منه بشكل خاص – مثل أسر الجشي، والخنيزي، وآل أبي السعود، وآل العوامي، وآل حسان، بالقطيف والمبارك، وآل أبي خمسين، والخلفية، والعبدالقادر، والملا، بالأحساء، ومع بداية نشر التعليم وتأسيس المدارس النظامية في المنطقة بدأت المطابع تدخل المنطقة بدءاً بالمطابع السعودية التي أسسها الشاعر خالد الفرج، وشركة الخط عام 1373هـ/1953م. وسوف أتناول الفترة الأولى لصدور الصحف والمجلات بالمنطقة، وبالذات صحافة الأفراد التي صدرت في الفترة من 1-5-1374هـ، وحتى قبيل نهاية عام 1383هـ حيث صدر نظام المؤسسات الصحفية ليخلف صحافة الأفراد، وسوف أكتفي باستعراض ما اطلعت عليه من أعداد متفرقة من صحافة الأفراد، وهي: (أخبار الظهران، الفجر الجديد، الإشعاع، الخليج العربي). حسب تسلسل تاريخ صدورها قدر المستطاع، مع استثناء مجلة (قافلة الزيت) التي صدر عددها الأول في شهر صفر من سنة 1373هـ، والتي صدرت كنشرة شهرية لعمال شركة (أرامكو)، وكذا العدد الوحيد من مجلة (هجر) التي أصدرها طلبة المعهد العلمي بالأحساء في شهر محرم 1376هـ/أغسطس1956م، ورئيس تحريرها مدير المعهد الأستاذ الأديب عبدالله بن خميس وسكرتيرها الأستاذ عبدالله بن شباط لكونها إصدارات شبه رسمية. وقد اخترت ما لفت نظري من مواضيع أو أخبار أو نتف من مقالات وردت في صحف الأفراد السابق الإشارة إليها دون تعليق أو تحليل، وسأترك ذلك لفطنتكم رغم معرفتي بأني لن آتي لكم بجديد، فأنا كجالب التمر إلى هجر. علماً بأن الصحيفتين الأوليين (أخبار الظهران) و (الفجر الجديد) ومجلة (الإشعاع) قد أوقفتا، أما جريدة (الخليج العربي) فقد استمرت حتى منتصف عام 1383هـ، وتوقفت بسبب صدور نظام المؤسسات ، واتفق بعض وجهاء المنطقة الشرقية وأدباءها على تأسيس (دار اليوم للصحافة والطباعة والنشر) ورفعوا بذلك خطاباً لوزير الإعلام بتاريخ 25-9-1383هـ بالسماح لهمبإصدار صحيفة يومية باسم (اليوم)، ومجلة أسبوعية تصدر مستقبلاً وتعنى بشؤون الفكر والاقتصاد، وقد صدر العدد الأول من جريدة (اليوم) في 20 شوال 1384هـ. أما المجلة المشار إليها فلم تر النور حتى تاريخه.
أولاً - جريدة أخبار الظهران
يذكر الأستاذ عبدالكريم الجهيمان - رحمه الله - في مذكراته أنه زار صديقه عبدالله الملحوق بالدمام - وقد كان يعمل بإمارة المنطقة الشرقية - فعرض عليه إدارة (شركة الخط للطبع والنشر) التي سبق أن أنشأها وآخرون، وشجعه على قبول العرض كونها أول شركة للطباعة في المنطقة، وقال في مذكراته: «.. وسار العمل في هذه الشركة، ونمت مطابعها، ونمت قدراتها، ثم رأينا مع أعضاء الإدارة في هذه الشركة أن نطلب الترخيص بإصدار جريدة يومية تكون منطلقاً للأخبار، ومنطلقاً لأقلام الكتاب في هذه المنطقة المهمة في بلادنا التي تحوي تحت ترابها الذهب الأسود «، إلى أن قال « وأرسلنا برقية باسم مطابع الخط إلى ولي العهد سعود الذي كبر والده الملك عبدالعزيز، فصار يتولى جميع شئون البلاد، ولا يعرض على والده إلا ما يسره ويبهج خاطره، وجاءت الموافقة من سموه بإصدار هذه الجريدة باسم (أخبار الظهران)، فصدرت الجريدة بعد تولي الملك سعود الحكم، إذ صدر عددها الأول في 1جمادى الأولى 1374هـ الموافق 26 كانون الأول 1954م.
طبعت أعدادها الأولى في بيروت إلى أن هيئت المطابع، فانتقلت طباعتها إلى الدمام، وكانت تصدر نصف شهرية مؤقتاً، وقال عنها (أبو سهيل) في مذكراته «وكانت في بدايتها ضعيفة هزيلة كأي بذرة توضع في التربة، وكأي عمل ينشأ من جديد، ثم إنها كانت أول صحيفة تصدر في هذه المنطقة التي انتقلت أكثر مدنها من طور القرى إلى طور المدن، ثم إن أكثر القاطنين فيها هم عمال في شركة أرامكو - شركة الزيت الحديثة النشأة أيضاً - فكان المثقفون والمهتمون بالقراءة وتتبع الأخبار في هذه المنطقة قلة، ولا يكونون إلا نسبة ضئيلة من السكان...»، وقال:»بدأت الجريدة تنمو وتكبر ويتسع توزيعها ويكثر قراؤها شيئاً فشيئاً، لما يلمس القارئ فيها من صراحة في القول، وإخلاص في علاج الكثير من المشكلات الاجتماعية والثقافية والسياسية». وقال أيضاً: «وقد ظهر من بين هؤلاء العمال كتاب ومفكرون صاروا يغذون هذه الصحيفة بألوان من البحوث والمقالات المليئة بالوطنية والإخلاص والجرأة في بعض الأحيان...».
اشتهرت أخبار الظهران بمواقفها الوطنية والقومية، فنجدها تنادي بالوحدة العربية بدءاً من العدد الثاني، إذ تَصدَّر العدد عنوان يقول: «الملك سعود يحذر من الانضمام للغرب، ويناشد التمسك بالجامعة «، ومقال آخر في الصفحة نفسها بعنوان: (بذور البعث إلى الوحدة سبيل الخلاص) بتوقيع ح. ب الدمام، ويتصدر العدد الثالث عنوان رئيسي يقول: المملكة العربية السعودية في موكب العروبة، وتغطية شاملة لانعقاد « اللجنة الثقافية للجامعة العربية بالظهران. أسرار نجاح الدورة التاسعة، سمو الأمير سعود بن جلوي يكرم الوفود، الدكتور طه حسين يكره الطائرات - اتجاهات جديدة في اللجنة... «.
- مهاجمة الأحلاف - نجد العدد الخامس يتصدره عنوان: (المملكة السعودية تحيِّي بطولة سوريا، وتهاجم حلف الذل والاستعمار بالعراق).
- مناصرة الحركات الوطنية بالخليج العربي، ونشر كل ما يردها من مقالات وقصائد، وبالذات من شباب البحرين، فنجد عناوين العدد السابع عشر تقول:» انضمام الباكستان إلى الحلف العراقي التركي طعنة في صدر الدول الإسلامية «، « الباكستان تعرف تماماً أن الأتراك يضعون أيديهم في يد إسرائيل الصهيونية المجرمة «، « البحرين بين فكي الشعوبية والاستعمار «، وعنوان آخر في العدد التالي:» أخرجوا فرنسا من الجزائر «. جاءت افتتاحيات بعض أعداد الصحيفة بالعناوين التالية:
هذه الصحيفة، ظواهر الوعي، إلى الأمام نحو أخبار الظهران الأسبوعية، البناء لا الهدم، ساسة العرب في التاريخ، بريطانيا أولاً، المنكرون للجميل، أولادنا في مهب الريح، ملك عظيم يخلفه ملك عظيم، نريد مدارس صناعية، فلنخرج الإنجليز من بلاد العرب، رب ضارة نافعة، عام من الكفاح، الاستعمار في الخليج العربي، طريق المجد، السياسة الجديدة في الشرق الأوسط، الحرب الاقتصادية خطوة لها ما بعدها، هزائم وانتصارات، دعوة لجمع الشمل، لن نحني رؤوسنا بعد رفعها، بريطانيا العظمى تنهار، المؤامرات بعد الهزيمة، أبعدوها عن الجامعة، (يقصد إبعاد العراق أثناء حلف بغداد)، نغمة الفراغ الجديدة، إسرائيل ليست عدونا الأول، سياسة الحياد الإيجابي، الخطر الماثل والخطر الموهوم، سياسة الترغيب والترهيب، التطورات الأخيرة حول مشروع آيزنهاور، أيها العرب، سلطوا الأنوار على أعدائكم من أنفسكم....
وكان لأخبار الظهران اهتمام بالجانب الثقافي، والاجتماعي، والاقتصادي، والرياضي، وغيره مما يهم المجتمع، وكذا نشر المقالات والقصائد الأدبية، فقد خصصت زاوية باسم (روضة الشعر) بدءاً من العدد الخامس، وكذا اهتمامها برسائل القراء ضمن زاوية بريد القراء، فضحها للمرتشين، وتسليطها الضوء على أوجه القصور في الخدمات الاجتماعية، ودعوتها للإصلاح والبناء، وقد خصصت زاوية في كل عدد تحت عنوان: (أسرار) تفضح فيه الأخطاء، وتكشف المستور من المرتشين والمقصرين وغيرهم. وتبدأ من العدد الحادي عشر بتخصيص زاوية تحت عنوان: (في شؤوننا) تتحدث فيه عن الآمال والأحلام، وتطالب فيه بتعديل كل معوج في مجال التعليم، والتعليم الصناعي، والخدمات البلدية، والصحة، والكهرباء، والمرور، والمطالبة بالتجنيد الإجباري، وتشجيع الصناعة المحلية، والمطالبة بتعليم البنات؛ فنجد في العدد (24) الصادر في الأول من جمادى الثانية 1375هـ - وفي زاوية في شؤوننا - 13 - نصفنا الآخر كأول دعوة لتعليم البنات بتوقيع م. البصير - الدمام. وابتداءً من العدد الثامن عشر تخصص زاوية بعنوان: (منبر الرأي) يتناوب على تحريرها عدد من الكتاب، ومن العدد التالي التاسع عشر تخصص زاوية أخرى باسم (قصة العدد) يكتبها عبدالرحمن الشاعر وغيره، ويلاحظ كثرة الأسماء المستعارة؛ ففي كل عدد نجد الكثير ممن يكتب ويوقع اسمه رمزياً، فمثلاً نجد في الصفحة الخامسة من العدد الثالث والعشرين تحت عنوان (منبر الرأي) « أيهما أكثر نوماً بلدية الأحساء؟ أم بلدية الجبيل؟ «. بقلم أبو الفوارس - الأحساء، والعدد الثلاثون الذي جاء بعد توقف قصير حفل بالمشاعر الفياضة التي استقبل بها الملك سعود الرئيسين جمال عبدالناصر وشكري القوتلي وغيرهما بالظهران. وكانت عناوين هذا العدد: « جلالة الملك سعود المعظم يستقبل رؤساء الدول العربية، جلالة الملك فيصل [الثاني] ملك العراق الشقيق يزور المملكة العربية السعودية، عشرون ألفاً يستقبلون القوتلي وعبدالناصر في مطار الظهران، جلالة الملك سعود والقوتلي وعبدالناصر يعملون على إحباط مؤامرات الاستعمار، كيف استقبل الرئيسان جمال عبدالناصر وشكري القوتلي؟، استقبال رجل السلام العالمي الباندت نهرو، البلاد السعودية تحتفي بابن غازي [الملك فيصل الثاني]؟؟؟، ومقال طويل بعنوان: (مرحباً بك يا جمال) بقلم أبو أكرم، وفي العدد (31) الصادر بغرة ربيع الأول 1376هـ يكتب « ابن أحمد « (في شؤونا 21- لا تهيب، ولا أوهام) يؤكد على ما طالب به غيره من أهمية لتعليم البنات.
ثانياً – الفجر الجديد
في مدة لا تتجاوز الشهر صدرت - واختفت - جريدة (الفجر الجديد) وهي جريدة أسبوعية جامعة يشرف على تحريرها نخبة من المثقفين، فقد صدر عددها الأول يوم السبت 11 رجب 1374هـ، وعددها الثالث والأخير صدر يوم السبت 9 شعبان 1374هـ الموافق 2 أبريل 1955م. قال أحمد الشيخ يعقوب في كلمة العدد الأول - كلمة الأسبوع - اعتراف لا بد منه:» مرت حقبة طويلة على هذه المنطقة وهي تغط في نوم عميق منعزلة عن العالم وما يجري فيه من أحداث، وكان الأدب فيها آخذاً في الركود والانزواء إلا من أقلام ضئيلة يخطها الكتاب في الصحف العربية البعيدة إن لم يذهب أغلبها إلى سلة المهملات، لا لهزالها بل لعدم الاهتمام بأدب الغير، أو أن الصحافة تهيمن عليها النزعة الإقطاعية في الأدب كأن الأدب في مفاهيمهم الرجعية هيكل مقدس لا يدخله إلا من يرتضونه ما عدا بعض صحفنا الداخلية، وصحف إحدى جاراتنا الشقيقة التي اهتمت اهتماماً بالغاً بإنتاج أدباءنا، ثم شيعناها لاحتجابها أخيراً، ولما عزمنا على فكرة إنشاء صحيفة تخدم الوعي والأدب الشعبي، وتجاري قافلة الإصلاح في هذا العهد وجدنا تشجيعاً عارماً من أصدقائنا، ثم رحنا نقدم ونؤخر خطانا عندما سمعنا كلمات (طوباوية) من بعض الذين يثبطون الهمم والعزائم، معللين أقوالهم الواهنة بشتى التعليلات المختلفة بزعم أن إصدار جريدة في (المنطقة الشرقية) من هذا النوع ربما لا يكون أبداً، وأراد السأم والوهن أن يتسلل إلى نفوسنا ونترك الأمر إلى المستقبل، ولكن دافع الواجب والضمير، وكلمات التشجيع القوية، والحماس الشديد من أولئك الأصدقاء، والإيمان الذي تحويه حنايا صدورنا بأهمية هذا المشروع؛ دفعتنا بأياديها الفولاذية لطرق أبواب الأمل، فتقدمنا بطلبنا إلى صاحب الجلالة متفائلين بتلك العزائم التي تشدنا، وإذا بالآمال تبسم لنا، وإذ ما كنا نبغيه يتحقق، فصاحب الجلالة - حفظه الله وأبقاه - كما يعلم القراء حريص كل الحرص على تحقيق آمال الشباب، والسعي إلى ما فيه المصلحة لسعادة مجموعة شعبه المتطلع إلى ذرى المستقبل البعيد.... إلخ. وكان العدد الأول يحمل العنوان الرئيسي التالي: (عاهل المملكة العربية السعودية يشجب الأحلاف العسكرية، ويحبط الأهداف الاستعمارية الغاشمة التي أرادها رسولا الاستعمار نوري ومندريس)، وقد كتب مواضيع هذا العدد كل من: عبدالعزيز بن محمد القاضي تحت عنوان (خطوة..)، وعبدالله بن خميس (فجر جديد في عالم الصحافة)، وقصيدة لسعالبواردي بعنوان: (فجر جديد)، وعبدالرسول الجشي يكتب: (صحائف من تاريخنا: الدمام في مدرجة التاريخ)، و م. ق يكتب قصة العدد: (ورقة الطلاق)، ويوسف الشيخ يعقوب - رئيس التحرير - يكتب موضوعاً: (في موكب الفجر)، وحسن القرشي يساهم بقصيدة: (سنسحق أعداءنا!)، وعبدالرحمن المنصور يشارك بقصيدة: (أنات لاجئ - إلى المشردين في أوطانهم).
وكثير من الأخبار الرسمية، والمحلية، والعالمية، وكذا ما كتب في الصحف المحلية ترحيباً بصدور الجريدة، وإعلان في الصفحة الثامنة والأخيرة يقول: (أيها الأدباء، اطلبوا كتاب « كيف ينظم الشعر « من المكتبة الأدبية بالقطيف، تأليف عباس مهدي خزام المخزومي)، وفي العدد الثاني يكتب افتتاحية العدد (أبو عمر، من أسرة التحرير) تحت عنوان: (نريد فكرة.. لا أسلوباً) - ومعروف أن أبا عمر هذا هو محمد الهوشان – ونجده ينشر موضوعاً آخر باسمه الصريح بعنوان: (دجال من وراء الأطلسي)، وقد قدم للموضوع، وهو عبارة عن مقابلة بينه وبين الكاتب الأمريكي (ليلنتال) عند مروره بالبلاد، وعندما كان الهوشان يعمل في أرامكو، وقد استقال منها مؤخراً، ونحن ننشر حديثه ليطلع الرأي العام العربي على وجهة نظر الكاتب اليهودي الحقيقية بشأن قضية فلسطين والعصابة الرهيبة (إسرائيل)، وكان هذا العدد يحمل عنوان (الشعوب العربية المناضلة توجه طعنة نجلاء إلى قلب حلف نوري - مندريس. الاعتداء الاسرائيلي الغادر على (غزة)، وأعمال الاستفزاز والخطف على الحدود السورية الأردنية، رد فعل مباشر على تضامن الشعوب العربية ضد أحلاف الاستعمار الإنكلو أمريكي في الشرق العربي، اشتراك دول الحلف العربي في المؤتمر الآسيوي – الأفريقي يساعد على فضح أهداف حلف تركيا – العراق الاستعماري، ويكسبها أصدقاء جدداً.
وفي الصفحة الرابعة نختار هذه الكلمات: هؤلاء قالوا،
كلمة خالدة: « إننا نحن الملوك والرؤساء، لسنا كل شيء. إننا نعمل، ولكن على الشعب أن يعمل قبلنا وأن يسهر...». «الملك عبدالعزيز «.
ضد الأحلاف العدوانية: أيها العرب، هل ترضون بأن تكونوا عبيداً بعد أن كنتم أحراراً؟؟ هل ترضون بأن تكون بلادكم وبلادنا مسرحاً لحرب ضروس شعواء، تقضي على استقلالنا، الغالب فيها غيرنا والمنتصر سوانا، ونحن لها حطب هشيم يوقدها غيرنا لينال غاياته، وندفع نحن الثمن من حريتنا وسيادتنا بل من دمائنا وأعراضنا؟ «الملك سعود الأول». ضد الاتهامات الباطلة: أميركا خذلت العرب وهم في أوج معركتهم ضد الاستعمار والصهيونية، العرب لن تصافح اليد التي تصفعهم، اتهام الحركة الوطنية بالشيوعية كاتهامهم من قبل بالنازية، سياسة الاستعمار تدفع العرب إلى صداقة روسيا. « الأمير فيصل».
ضد حكم نوري السعيد الذي لا يمثل الشعب العراقي. إن القضية أوسع بكثير من هذه الدعاوى الموضوعة البحث، إن القضية صراع طويل بين طبقة مستولية على الحكم بطرق غير شرعية وبين هيئات تمثل الشعب... « كامل الجادرجي». ويصدر العدد الثالث والأخير يحمل العناوين التالية: الشعب السوري مؤيداً من الشعوب العربية يسخر من تهديدات (الانكشارية) ثكنة الاستعمار الأمريكي وحليفة العصابة الصهيونية، دسائس الأوساط الاستعمارية لا يمكن أن تؤثر على شعبية الحلف العربي الثلاثي، توقيع الحلف رسمياً يقضي على أحلام الاستعمار بربطه بحلف (تركيا العراق)، الجامعة العربية في عيدها العاشر. ونجد عبدالغني ناظرين (ليسانس حقوق) يكتب افتتاحية العدد، ويجعل عنوانه: (التعليم والثقافة العامة)، ومواضيع العدد عبارة عن مقابلة مع أمين الجامعة العربية السابق عبدالرحمن عزام، وقرأنا لك من كتاب أعمدة الاستعمار الأمريكي، ماذا وراء المساعدات الأمريكية والأحلاف الحربية؟؟ ومواضيع أخرى منها: رئيس التحرير في قفص الاتهام يقول فيها:
« مزقوا هذه الصحيفة، ودوسوها بنعالكم، وابصقوا عليها عندما تشق طريقاً ينحو بها إلى الخطل والباطل «، وهو يرد على رسائل تتحداه أن يقول الحقيقة، ولا يجامل أو ينافق، فنجده يختتم مقاله بقوله: « فليحمدوا الله أن رئيس التحرير محل ثقتهم، وهو معجب بهذه الرسائل التي تدل على مدى قوة إدراكهم، ووعيهم، فليخففوا من هذه الحدة والثورة، ماذا تريدون مني أن أعمل أكثر من الواجب وليس لدي المقدرة على إرضاء مختلف الطبقات على مختلف نزعاتها وأهدافها. فليعذروني، وليقبلوا عذري فأنا لا أستطيع أن أتخطى الحدود المرسومة لهذه الجريدة. بل لهذا (الوليد)، فلا مناص لي من الوقوف أمام الأمر الواقع... فلولا صبري وإيماني بالرسالة العظيمة التي أحملها لهذا الوطن العظيم لحطمت قلمي، ولمزقت الورق، فهذه الرسائل التي تطعن المحرر في كيانه، والتي لو وجهت لغيري لأشرف على الجنون واليأس، ولكن صدري أوسع من أن يثور أو يصرخ في وجه أصحاب هذه الرسائل، فليكتبوا ما شاءوا لي من نقد أو تهجم، فأنا أستحق كل سخط لو انحرفت عن الصراط المستقيم. بل مزقوا هذه الصحيفة ودوسوها بنعالكم، وابصقوا عليها، عندما تشق طريقاً ينحو بها إلى الخطل والباطل «.