قدم د. عبد العزيز السبيل قراءة لمرثية مالك بن الريب بأسبوعية عبد المحسن القحطاني بجدة معتبرا أننا لسنا أمام قصيدة رثائية ولكن قصيدة تصور حال الشاعر وهو يموت بعيدا عن دياره، وقد اعتبر السبيل أن النصوص القديمة حديثة في التعامل معها وفي خلودها ونجد فيها الشيء الكثير من الثراء المعرفي في استهلال الأمسية يرى السبيل أن رثائية مالك بن الريب من الشهرة بمكان، وقد أخذها الناس على أنها قصيدة رثائية ولكنه وجد فيها مجموعة من الرؤى النقدية والذي لاحظه أن البحر الطويل يسيطر على معظم القصائد الرثائية ويندر في قصائد الرثاء أن تنتهي بالقوافي المقيدة وإنما القوافي المطلقة وجزم أن الشاعر لا يختار بحره ولا قافيته وإنما حالته النفسية تتحكم في ذلك. وهذه القصيدة قد نسج على منوالها قصائد وتداخل معها شعراء.. السبيل يعتبر أن بنية النص تتمثل في العلاقة بين الشاعر والغضا، وقد كثف الشاعر كلمة الغضا في الأبيات الثلاثة الأولى رمزية الغضا التكرار لرموز يتكرر اللفظ وليس تكرار الكلمة وقد وردت في البيت الأول مرة واحدة، وفي الثاني مرتين وفي الثالث ثلاث مرات الشاعر وافته منيته في بلاد خراسان وهو هنا لا يتحدث عن الموت وإنما عن بعده عن دياره والتي رمز لها بالغضا. وفي تحول من الشاعر لإيجاد سبيل يجد من خلاله ولو ومضة دياره يتجه لنجم سهيل الذي يقوله عنه السبيل أنه لا يرى إلا في جزيرة العرب وكان الشاعر يريد أن يرى شيئا يرتبط بجزيرة العرب فقد أصبح يبحث عن علاقة سماوية فلو رأى سهيلا لشعر أنه في ديار الغضا ويصل السبيل إلى القول إننا لسنا أمام قصيدة رثائية ولكنها تتحدث عن الأحاسيس في حالة دنو الموت والباعث الأساسي في إبداع القصيدة يتمثل في أن الشاعر يموت بعيدا عن دياره فتقليديا قصيدة الرثاء هي التي تمجد الميت فهي قصيدة مدح ولكن بعد الموت.