في بدء مسيرة «الثقافية» إثر مرور عام على صدورها كتب لنا معالي الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر رسالة ضافية قوّم فيها مسيرة المجلة الفتية وتمنى أن تمتد أعوامًا وأدرك ببصيرته مداها المضيء ومستقبلها الزاهر، ونحن اليوم بعد رحيل علمنا الرمز -رحمه الله- والثقافية» في عامها الثاني عشر نستعيد جانباً منهذه الوثيقة النادرة المعبّرة حيث كتب:
«وإذا كانت المجلة هي الوعاء الذي يحمل هذه الأفكار الفتية، المتجددة، الجذابة، المفيدة، فإن الأستاذ إبراهيم هو ربان السفينة، الذي يمسك بدفتها، ويسيرها في محيط الفكر والثقافة، مصادر الشعاب المرجانية ليصل إلى جزر الخير الفكري والنماء الثقافي، وله الفضل -بعد الله- لإبقائها في هذا المستوى الذي يفخر به.
وجهود الأستاذ إبراهيم الموفقة تُرى في نشاطه في تلمس المواد المطلوبة، وعرضها عرضاً يزيد من قبولها من القراء والمتابعين. والتجديد والإبداع سمة عرفت من السمات التي برزت في هذه المجلة، وهذا أحد عناصر الجاذبية فيها، وفي هذا النهج ضمان من عدم الملل من القارئ، ونلمس لما يجذب القارئ حتى يبقى على صلة بمجلته، ويتطلع إلى يوم ظهورها، تطلع من يرى أن اكتمال بهجته في أن يقرأ ما يأتي به العدد الجديد، وما فيه من فوائد تأتي مما يعرض من فكر، أو نهج أدبي، أو أسلوب له تميز يوجب الالتفات، ويجلب النظر، ويشد ذهن القارئ.
والمتتبع لأعداد المجلة يرى أن كل عدد له سمة خاصة به، فهذا عدد تركز الأمر فيه على حقائق متماثلة، وهذا عدد تركز فيه الحديث على أديب بعينه، أو مؤرخ معروف، وهذه الأمور الفكرية، مثل الأمور الملموسة حسياً، يصبح لها شخصية تتميز بها، وتكون سمة لها، تحفظها من الضياع، وتحميها من الشتات، وتسهل أمر الرجوع إليها عند الحاجة.
والمجلات الثقافية هي درجة بين درجتين، هي مقام متميز بين طبيعة الكتاب وطبيعة الصحف، ورئيس التحرير أو مدير التحرير، نجاحه في أن تأخذ المجلة الصفة المناسبة من الكتاب ومن الصحف: من الكتاب وحدة الفكرة، وتقسيمها وفصولها، ومن الصحف سهولة الاستيعاب، وتنوع العرض، وسهولة التمثل والاستفادة.
مرّ عام على بدء تناغي أعين القراء وأذهانهم مع هذه المجلة بإخراجها المميز لها، وأثبتت نجاحها، بكثرة عدد المادحين لسيرها، المقبلين على تلقيها، والأمل أن تمر أعوام، وهي على فتوتها، وقراؤها مثلها في الحرص على اقتنائها، والتطلع إليها بشغف، والله ولي التوفيق».