آملُ أن تصل هذه الرسالة إلى كلِّ إنسان.. إلى كلِّ فرد في كلِّ مجتمع من المجتمعات الصغيرة والكبيرة الموجودة اليوم على هذه الأرض.
لقد خرجتْ من أعماقي هذه الكلمات بعد أن قضيتُ في أحد الصباحات الكئيبة عدّة ساعات مؤلمة في مشاهدة عدد كبير من مقاطع قتل الإنسان للإنسان.
يا الله يا الله.. ماذا يحدث، ولماذا كل هذه الدموية والوحشية على هذا الكوكب الجميل؟
قلوب متعطشة للدماء بلا حدود، من مختلف الجنسيات والأعراق والأديان والشعوب!
إنني أرسل هذه الرسالة الباكية إلى كل إنسان، وأملي كبير جدًا في وصولها إلى أعداد هائلة من البشر، وليس هذا مستحيلا اليوم، في ظل ثورة التقنية ووسائل الاتصال، وسهولة الترجمة وتعدد وسائلها..
فإليك رسالتي أخي الإنسان، مع باقة من الورود البيضاء، وتذكر أن نشرك أو ترجمتك أو دعمك لها بأية طريقة هو بمثابة عهد وميثاق و(توقيع) منك على تأييد ما ورد فيها أو أغلبه من ناحية، وتشجيع لكل المقتنعين بها والداعمين لها من ناحية ثانية.
أعرّفك بنفسي أولاً.. أنا أخوك في الإنسانية، واسمي وائل القاسم، كاتب من السعودية.. جهزتُ لك بعض محتوى هذه الرسالة قبل سجني، وزاد إصراري على إكمالها وإرسالها لك بعد الإفراج عني.
أخي الإنسان:
ماذا لو صرخ بهذه الكلمات أو أمثالها الملايين أو المليارات من البشر بصوت واحد مرتفع.. ماذا لو ردد كلُّ واحد منهم النقاط التالية بقناعة حقيقية، يلتزم بها من لحظة وصول هذه الرسالة إليه حتى نهاية حياته.. اقرأها فإن أقنعتك فلا تبخل بترديدها معنا ونشرها في كل مكان وبمختلف اللغات:
1- أنا أحب كلَّ الناس في كلِّ البقاع، وسأبدأ بتطبيق معنى هذا الحب وآثاره ونتائجه على الأرض من هذه اللحظة، بكل الطرق والوسائل والصور الممكنة.. سأعوّد نفسي على التسامح ورقي المعاملة والاحترام والإحسان والحوار والتعايش مع كل المختلفين معي أو عنّي في أي شيء؛ فكلنا إخوة في الإنسانية قبل أي شيء آخر.. أعاهد كل إخواني وأخواتي في الإنسانية أن التزم بذلك تمامًا من اليوم إلى آخر يوم في حياتي.
2- لن أرفع أيَّ سلاح من أي نوع ضد أيِّ إنسان، مهما كان السبب.. وإذا اعتدى عليَّ إنسان فسأطلب حقي بالقانون فقط.. وإن كان القانون في مكان الاعتداء ضعيفا فسأطالب بإصلاحه وتقوية سيادته، ولن ألجأ إلى غيره من الأساليب أبدًا، إلا بالقدر الذي يدفع عني ضرر المعتدي عليَّ عند الضرورة القصوى فقط.. أعاهد كل إخواني وأخواتي في الإنسانية أن التزم بذلك تمامًا من هذه اللحظة إلى آخر يوم في حياتي.
3- سأقف بكل قوتي داعيًا جميع البشر إلى الحكمة في كل سلوك، ومناهضًا لأي تعصب أعمى يدعو إلى الحرب والشر والاعتداء مهما كانت صورته، ورافضًا لكل تمييز من أي شكل ضد أي إنسان.. سأقف بحزم ضد أي تحريض من أي نوع ضد أي مجتمع أو فرد، لمجرد اختلافه مع المحرّض في المذهب أو الطائفة أو العرق أو اللون أو المنطقة أو ما شابه ذلك، وسأطالب دائما بالعدالة والمساواة بين كل الناس، وبحرية كل إنسان في جميع شؤونه، ما لم يتجاوز على إنسان آخر بأي شكل من أشكال الإساءة والضرر، فهنا فقط -أي إذا تجاوز- يجب ردعه بقوة القانون وحده، لا بأية قوة أخرى.. أعاهد جميع إخواني وأخواتي في الإنسانية أن التزم بذلك تمامًا من هذا اليوم حتى آخر يوم في حياتي.
4- سأعيش كما أشاء، وسأدع غيري أيضًا يعيش بالطريقة التي يريدها ويختارها لنفسه، ولن أستجيب لأيّة جهة أو أي مسؤول يطلب مني إطلاق النار أو استخدام العنف أو الإساءة بأيّة صورة ضد أي شعب أو فرد، إلا إذا ثبت لديَّ عقلا وقانونا أنه لرد المعتدي فقط، وبالقدر الذي يوقف اعتداءه دون زيادة أو مبالغة في ذلك، وبعد العجز التام عن دفع ذلك الاعتداء بالطرق السلمية والقانونية.. أعاهد كل إخواني وأخواتي في الإنسانية أن التزم بذلك تمامًا من اليوم حتى آخر لحظة في حياتي.
5- سأبذل كلَّ ما بوسعي لنشر كلِّ مفاهيم وصور المحبة والسلام والاحترام والخير بين جميع البشر، وسأبذل كلَّ ما بوسعي أيضا لإيقاف جميع الأعمال العدائية في كل أنحاء الأرض، ولحل جميع الصراعات الفردية والجماعية بالحكمة والتعقل والتفاهم الحضاري البعيد عن كل الوسائل العنيفة والهمجية وعن العصبيات بمختلف أنواعها، وسأساهم بكل قوتي في نشر الوعي بضرورة ذلك بين جميع الناس. أعاهد كل البشر على القيام بذلك، من هذه اللحظة وإلى آخر يوم في حياتي.
6- أحلمُ -ومعي ملايين البشر- بنهاية دائمة للحروب، وأن تصبح هذه الكرة الأرضية الجميلة آمنة مستقرة عامرة بالمودة والرحمة والتعاون، لا مكان فيها للقتل والتخريب والدمار واعتداء الإنسان على أخيه الإنسان أو الإساءة إليه بأية وسيلة، مهما اختلف معه أو عنه في أي شيء.. إنني باختصار أحلم وأتمنى من أعماقي بكل صدق أن يكون الحوار الراقي تحت مظلة المحبة والتعايش والأخوّة الإنسانية وفوق أرضية السلام والوئام والاحترام المتبادل وسيادة القانون هو السبيل لكل بني البشر عند اختلافهم في أي شيء على مختلف الأصعدة وفي جميع الشؤون.. ولذلك أعاهد جميع إخواني وأخواتي في الإنسانية أن أبذل كلَّ ما بوسعي لتحقيق هذا الحلم الإنساني الجماعي الكبير.
وختامًا أقول:
هذه الرسالة ليست إلا محاولة متواضعة لإيقاف أنهار الدم الجارية اليوم في كثير من أنحاء العالم، كتبها إنسان حزين آلمته وأحرقت قلبه أحوال بني الإنسان في هذا الزمان.. ليست إلا مساهمة بسيطة للقضاء على التخريب والإساءات والتدمير والإرهاب والحروب والعنف بمختلف أشكاله على كوكبنا الجميل.
وليسأل كلُّ واحد منا نفسه: ماذا سيحدث لو ردد الملايين أو المليارات من مختلف المجتمعات مثل هذا الكلام، بقناعة تامة صادقة، وبصوت واحد مرتفع جدًا، ونشروه في مجتمعاتهم بأقصى قوة، بكل ما يملكون من أدوات وإمكانيات؟!