أحسن أستاذنا عبدالله بن حمد الحقيل في تخير هذا العنوان لكتابه وهو عنوان أول مقالات الكتاب التي تدور في هذا الفلك فهو يهتم بشأن (اللغة العربية بين الماضي الحيّ والغد المنشود)، مبينًا (فطرية ارتباط الأمة بلغتها)، فلغتنا (العربية لغة الضاد)، و(اللغة ذاكرة الأمة ومستودع تراثها)، ومن هنا يأتي (واجبنا نحو إحياء التراث اللغوي)، لأن (العربية الفصحى عنوان نهضة الأمة وشاهد عزتها)، ولأن (الفصحى رباط وحدة الأمة وأداة ارتقاء العلم والحياة والثقافة) تظهر (أهمية العناية باللغة العربية وإبراز خصائصها) منذ نزل بها (القرآن الكريم المعجزة اللغوية الخالدة)، وهو ما يعزز (أهمية ترسيخ لغة القرآن في نفوس الشباب)، و(أهمية العناية بالدراسات اللغوية)، وإبراز (البيان الإبداعي للغة العربية)؛ لأن (إضاعة اللسان تعني إضاعة الذات). وإنّ (الفصحى قضية أمة فلنحافظ عليها) فـ(لا تشوهوا جمال اللغة ونصاعتها)، و(ليكن الحفاظ على سلامة اللغة هدفًا وغاية)، وأي حفاظ (الحفاظ على اللغة في عصر العولمة)، وإنَّ (وسائل النهوض باللغة العربية وتيسير قواعدها) يبدأ بالنظر في (الفصحى وتحديات الاستخدام المتهالك للغة العامية) وهو ما يقتضي تقصير (المسافة بين الفصحى والعامية) ومعالجة وضع (اللغة العربية الفصحى بين اللهجات والعامية)، وكذلك النظر في (اللغة العربية وطوفان المصطلحات والكلمات الأجنبية)، وهي موضوعات نوقشت جوانب منها في مهرجان (اللغة العربية ومواكبة العصر) الذي كان من أهدافه أن تظهر أهمية (اللغة العربية واستيعاب مستحدثات العصر ومخترعاته)، و(أهمية تعريب المصطلحات العلمية) والالتفات إلى (معجمات اللغة العربية ومادتها وأعلامها)، ويتصل بهذا قضايا (اللغة العربية ومناقشة دعوى صعوبة النحو). ولعل هذه القضايا من جملة ما يقال (في مجمع اللغة العربية وخدمة الفصحى) وإن من وسائل العناية بهذه اللغة الخالدة استغلال (وسائل الإعلام وأثرها في تنمية اللغة العربية والرقي بها)، ومن ذلك إدراك (أهمية تفعيل احتفاء هيئة الأمم المتحدة بلغة الضاد علميًّا) الذي هو استمرار لمنزلة (اللغة العربية في عيون العلماء والأدباء والمستشرقين)، والرجاء أن تكون بلادنا في مقدمة البلدان العربية التي تهتم بالعربية؛ إذ (مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية خطوة رائدة للنهوض بلغة الضاد) نرجو أن يوفق لما يؤمل منه.
هذا الكتاب الذي أدرجتُ عناوين مقالاته بين الأهلّة أعلاه، وأهداه أستاذنا «إلى أبناء اللغة العربية لغة الدين والقرآن والتراث العلمي التليد، وإلى حماة الفصحى والقوامين عليها» هو جملة من الصرخات والنداءات التي يرددها عشاق العربية المعنيون بشأنها المدركون ما يلمّ بها من مخاطر وما ينالها من أهلها من الهجر والعقوق الذي لا مفسر له سوى الضعف العام في الأمة العربية خاصة والأمة الإسلامية عامة.
قدم لهذا الكتاب أ.د. حمد بن ناصر الدخيل تقديمًا رائعًا جاء فيه «وكتاب (اللغة العربية هوية وانتماء) للأستاذ الأديب عبدالله بن حمد الحقيل، يصدر في وقت تعاني فيه لغة القرآن الكريم وضعًا صعبًا، تقف فيه موقف الصراع والمدافعة ضد لغات وافدة ولهجات غازية. وقد أحسن في اختيار موضوعات الكتاب، وانتقائها من موضوعات كثيرة، حيث اتجه إلى تناول عدد غير يسير من أوضاع اللغة العربية وقضاياها المعاصرة التي ينبغي أن يعالجها حماة العربية، والغيورون عليها، والمتخصصون في علومها»، وبقي أن نتقدم بالشكر للأستاذين المؤلف الحقيل والمقدم الدخيّل.