زفرةُ الحَيرانِ في الشِّعرِ ثَراءْ
يَتَفَشَّى كُلَّما طالَ المِراءْ
بَينَ مَدٍّ يَحمِلُ الرُّؤيا حَفِيًّا
مِثلَما يَنداحُ لليُتْمِ العَراءْ
وانحِسَارٍ يَبْخَسُ الأجفَانَ حُلماً
عَبقَريَّ الغَمضِ إذ عَزَّ الشِّراءْ
أيُّها المجنون!! كم بَينَ القوافي
مِنْ نَديم لم يُدَنِّسْه افتراءْ
راقَبَ الأشيَاءَ! فَالحرفُ قِبَابٌ
في مدى عينيهِ والقَومُ هُراءْ
واتِّقَادُ الذِّهْنِ نَجلاءُ تَجَلَّتْ
في ثُلوجِ العِشْقِ! والفَنُّ فِراءْ!
والكَرَى لِصٌّ وَأجزَاءُ الثَّوَاني
دُرَّةٌ والرُّوحُ للِسِّحْرِ كِرَاءْ
واللَّيَالي صَبوَةٌ بِكْرٌ وفيها
ذَبذَباتُ النَّفْسِ خَوفٌ فَاجتِراءْ
وانتهَازُ الطَيفِ نَخبٌ بابليٌّ
سَفكُهُ في ذِمِّةِ الرِّيحِ ازدِرَاءْ
أيُّهـا المجنون! أوصَدْتَ الزَّوايا
كُلُّ سَيرٍ صَوبَ خَلاَّبٍ وَرَاءْ!
أيُّها العَرَّاف! في (الإيوانِ) (فَوضَى)
هَلْ يَلُوحُ الآنَ عَنْ بُعْدٍ (سَرَاءْ)؟!
أيُّها القِدِّيس! إنْ تَقْبِضْ فَهَذي
جَمرَةُ التَّأويلِ!! فَيْضٌ وَثَرَاءْ
أيُّها الشَّيطَان! للبُشْرى هَدِيلٌ
أنتَ مِنْ أيقُونَةِ الإثمِ بَرَاءْ!
هَكَذا أسرَفْتُ في صَقلِ التَّحَايا
واسْتَوى يا ظَبْيَةَ المَسِّ اعْتِراءْ
Ibrahim