(و):
* « وسَّع الجبهة لو انتوا كتير.. وضيَّقها لو أنتو أقل
ولع شماريخ وسطكو أول ما تلقى الرتم قل
وقَّع لمض كل العواميد اللى كاشفة ناحيتك
ودِّى الإعاشة قبل ما تدوق لقمتك
وجِّب مع السكان وأهل المنطقة.. حتى لو فاهمين غلط.. فيه ناس كتير متلخبطة.. اكسب عدد.. واكسب غطا
وزع عيونك فوق وتحت.. وخاف من اللى يصورك
وطِّى وعينك باصَّة فوق ع الطوب وإلا يعوَّرك
وقَّف إذا سحبوك على شارع طويل
وفَّر بديل
وافق على الهدنة إذا سحبوا الكلاب
لو سابوا خليك انتا آخر حد ساب
واحد بيفرق ف العدد جدا
وعشان كده.. أول ما تلقى إن الصفوف ناقصاك
وسع مكانك.. للي جاي وراك »
أنا أؤمن تماما أن الشاعر الذي يجرجرك إلى عالمه دون أن تشعر هو شاعر أجاد صناعة الدهشة في عالمك .. ففي هذا الضجيج وفي هذا الزحام أصبح التوقف عند محطة من محطات الشعر امر صعب جدا.. لا أنكر وجود شعراء أبدعوا ويبدعون ولكن وجود شاعر يحمل مبدأ ويتغنى به ويطبقه على أرض الواقع أصبح من النوادر التي يحلم بها المتلقي.
أتحدث عن مصطفى إبراهيم شاعر العامية المصري وصاحب ديواني « ويسترن يونيون والمنافيستو « الشاعر الثوري الشاب الذي خرج من رحم ثورة 25 ينايرالمجيدة.
كان من المفترض أن تنشر هذه المقالة قبل اسابيع لكنها تأخرت بسبب حيرتي: هل اكتب عن الشاعر مصطفى إبراهيم ودواوينه أم أكتب عن القصيدة (منافيستو) خارطة طريق الثوار؟!
خفت فعلا من ألا أفيهما حقهما – ولن أفيهما حقهما - وقد أشعرني هذا بالعجز لأسابيع.. فالشاعر مبدع بكل ما تحملة هذه الكلمة من معنى وقصائده لا تتخير عن بعضها البعض اما ديوان المنافيستو الذي أُحب فيحتل المراكز الاولى من المبيعات بطبعته الرابعة وهو الذي يحمل بين طياته حكايات الميادين العطرة: (الفرح والحزن.. الدموع والابتسامات.. الجوع والعطش.. الورد والدم.. الحياة والموت.. الحب والعشق والهجر) أما قصيدة منافيستو فهي ملحمة حقيقية تشبه ملحمات التاريخ الاسطورية.. سمعتها اول مرة ولم أكن اعلم انها تقع ضمن ديوان شعري ولم أكن أعرف شاعرها من قبل أو فارسها الذي قادها بصوته الهادئ والذي لم يتمكن من كبح جماحها وهي تؤم الثوار!
ستهجم عليك رائحة البارود والغاز المسيل للدموع مع أول حرف (الميم) وسيعانق مسمعك هتاف الشجعان وجبن الرصاص وستصدمك رائحة الدم على الإسفلت ويطربك صوت الأمل.. ستدهشك تلك المسافة القصيرة بين الميم والواو والتي أخذت من الزمن سنتين! ستدهشك الوصايا الثمان بحروفها الثمان:
(ي):
* « يؤتَى الحذِر من مكمنُه
يأتِى الغبى باللص ثم يحلِّفه
يؤتَى الهتاف.. رجَّاً بممن يَهتِفه
يؤتَى الجدع.. قلباً بمما إتجَدعنُه »
(منافيستو) قصيدة أو ملحمة سمها ما شئت لكنها في واقع الأمر معركة.. معركة نبيلة كسب بها مصطفى إبراهيم جولتين جولة الوجود وجولة الصمود.
ليس من السهل على الإنسان أن يؤلف ويصور ويخرج فيلما متكاملا بديعا ينقل من خلاله فترة تاريخية محضورة بكل تفاصيلها الصغيرة متحديا بذلك خذلان الزمان والمكان:
(ا):
* « الوقفة جنب النار.. بتقلل الدخان
اهتف هتاف ابن المكان والظرف
اضرب بعزمك.. أو ما تضربشى
ارجع بضهرك.. أو ما تهربشى
أمسك عصاية ثورتك م الطرف
التاريخ ضمن الغنايم..وبيكتبه الكسبان»
كنت أود الكتابة عن الشاعر الكسبان مصطفى إبراهيم عندما أخذت موقعي من الكيبورد وكنت قد قضيت أياما في جمع وتنسيق مقاطع مختلفة من قصائده المختلفة لأضمها إلى هذه الصفحة ولكن ودون أن أشعر ودون أو أن تشاء سفينتي أخذتني رياح الأميرة منافيستو إلى حيث لم أشأ ووجدتني أستمتع بمصارعة أمواجها العاتية لأخرج منها بهذه المقالة المتواضعة التي أتمنى أن تليق بمقام ست الكل (منافيستو) وأميرها الفارس مصطفى إبراهيم.
(م):
* « ماسبيرو أخطر م الرصاص والقصر
ملِّي عنيك بالدم.. قبل الطلوع قدام
ما تسيبش جيشك تِقسِّمه الإعلام
مش كل مين جنبك.. جواه بيهتف مصر »
* مقاطع شعرية من قصيدة منافيستو من ديوان المنافيستو للشاعر مصطفى إبراهيم.