ثعالب الليل على كل نوافذ الحلم، تنتظر الفرصة الآتية، لذلك لا تخجلي من غيابي، إنني لن أضع عيني في موقف محرج، ولن أسمح للفرصة الآتية بأن تحدث، ولن أسمح لهم أن يزرعوا مكان الوردة التي زرعتها : قنبلة!، ولن أسمح للعصابة الآثمة أن تختطف طائرة الأمنية، رغم ثقتي في حروفي المدربة تدريباً أمنياً جيداً ..
الأمنية التي قالت لي الريح أن حياتها في خطر، عندها قدمتُ حياتي بالنيابة، فالبعض يحقق أمنيته، وأما أنا، فالأمنية هي من حققتني!
الأمنية التي تأخر عنها بر الأمان يوماً، وتكالبت عليها أمواج الأيام، فشربتُ البحر رشفة واحدة، حتى تستقر على اليابسة!
الأمنية التي خافتْ ذات يوم من الظلام، فأشعلتُ عينيّ شمعاً، وفكري مصباحاً، كي تأنس بهم، حتى يأتِ أمر الله!
الأمنية التي سرقتُ لها من حقيبة العمر.. ساعات راحتي، وألقيتُ بها في بساتين الجدِ والجهدِ والعمل، أملاً بأن تنبت - تلك الساعات - أزهار الأمل!
الأمنية التي سألتني يوماً:
لماذا لا أطير مثل العصافير؟
فأهديتها كتاباً حقيقياً، وقلباً يرى ما لا تراه العين المجردة! وسألتها يوماً.. كنتُ فيه مستلقياً على رمال الشاطئ البعيد: ما الفرق بين حبة رمل، وقطرة ماء؟
فأخرجتْ الوردة التي أهديتها بالأمس، وقالت : هل رأيت هذه الوردة، إن حبة الرمل احتوتها، وقطرة الماء سقتها، فتحولت البذرة اليابسة، إلى وردة نابضة.
ولكنها ذبلت الآن!؟ ذبلت...!، نعم ذبلت لأننا عزلناها عن حبة الرمل وقطرة الماء!
ابتسمت، وعرفتُ - حينها - ما الذي يحتاجه الوطن!!