Saturday 04/01/2014 Issue 424 السبت 3 ,ربيع الاول 1435 العدد

وجازان تتساءل:

ألا أستحق جائزة أكبر من خلافاتكم؟

الثقافية - عطية الخبراني:

تدخل جائزة الشاعر الراحل الرائد محمد بن علي السنوسي الشعرية عامها الثاني بمزيد من الأسئلة والاستفهامات، التي لن يغفلها المتابعون عن قرب، رغم سلاستها الإجرائية التي تظهر على صفحات الإعلام؛ إذ يظهر ذلك جلياً في إعلاناتها المتكررة عن بدء استقبال الدواوين الشعرية الراغبة في دخول غمار المسابقة التي تحصل فيها الدواوين الفائزة على مكافآت مالية، مروراً بإعلان عدد الدواوين المقدمة التي استقبلتها لجنة الجائزة، وليس انتهاء بالبدء في دعوة الشعراء الذين سيلقون نصوصهم الشعرية على هامش الحفل المقام لتسليم الجوائز للفائزين بها.

ورغم ما أُثير عن حقوق الملكية فيما يخص الفكرة التي قامت عليها الجائزة، إلا أن الجائزة ولجنتها التي يشرف عليها الشاعر محمد إبراهيم يعقوب، وتقام تحت مظلة ودعم ورعاية مجلس التنمية السياحية بمنطقة جازان، في عمل مستمر، لم يتوقف، ويبدو أنه لا نية للمشرف عليها الشاعر محمد يعقوب أو أدنى رغبة في الالتفات للسيل الهادر من الردود والخلافات في مواقع التواصل الاجتماعي حول الجائزة ومظلتها، وكأنما يريد أن يوصل رسالة مفادها أن الجائزة قد بدأت، ولها مظلتها الرسمية التي تنضوي تحتها، وتحصل على دعمها السنوي منها، ويستجيب لها الشعراء في المملكة والوطن العربي، ويقدمون دواوينهم الشعرية لها للمشاركة.

كل حجة عند المعترضين تواجهها حجة كذلك عند المؤيدين. ويذهب كثير من المتابعين إلى أنه ما دامت الجائزة قد شرعت في عملها فمن غير المعقول كبح جماحها وإيقافها، أو الوقوف حجر عثرة في طريقها.. وليس من دعم المنطقة ولا ثقافتها كل هذا التسابق المحموم من أجل الظفر بملكية الفكرة التي يرونها حقاً مشاعاً ما دام أنها وجدت الفرصة لتنفيذها على يد غير صاحبها. بينما يذهب المعترضون إلى أن الملكية حق، ومن العبث تسطيح العقول بكل هذه البساطة واللعب على وتر العاطفة التي يدعيها محبو المنطقة والشاعر يعقوب.

بين هذا وذاك تقف الأسئلة الجادة في منتصف المسافة بين الفريقين: ألا تستحق جازان سيدة الشعر ومقرضته وحاملة لواء الإبداع وحاضنة أهله أن يكون لها جائزة شعرية تليق وهذا الزخم التاريخي والثقافي والشعري على مر السنوات الطوال؟

أليس حرياً بمؤسسة ثقافية رسمية، تعنى بالأدب وأهله والثقافة وأربابها، كنادي جازان الأدبي، أن يلتفت لعمل كبير كهذا، ويترك الأغوار السحيقة والمليئة بعفن الخلافات التي لا طائل من ورائها إلا التوقف عن العمل الجاد والحقيقي والممنهج؟

هل تعجز منطقة يعرف أهلها الشعر منذ نطفهم الأولى، وفي أناشيد أمهاتهم وغناء جداتهم، عن تبني جائزة بعيدة عن الأحزاب الثقافية والخلافات التافهة؟

الحلوق تغص بالأسئلة، والتاريخ لا يتوقف عند نقطة، ولا يرحم أحداً.