عثرت عليه متلبساً بجريمة انتهاك ورقة بيضاء.. وهو منهمك في تشويهها.. فسألته:
- ماذا تفعل؟
- هاه هاه لا أدري
- ماذا تفعل بهذه الورقة البريئة، والقلم اليتيم؟
- أحاول....
- تحاول ماذا؟
- أحاول أن أتخلص من الصمت
- عندما تريد التخلص من الصمت بأفكارٍ حديثة الولادة.. ألق نظرة على الحلم، كثمرة في أعلى الشجرة يا فتى !
- لماذا؟
- لأن الورقة في هذا الكوكب إما أن تكون.. أو تخون !!
- (تخون).. وما هي الخيانة التي تقصدين؟
- أقصد أعلى مستويات الغدر !
- لم أفهم
- ههههه
- اشرحي لي
- حسناً.. لنفترض أن (الوطن) فتى ذكي نوعاً ما، و(الخيانة) أفعى تشبه الحبل، و(الحلم).. ثمارٌ بأعلى شجرة طويلة الجذع.
- لقد فهمت!
- أخذ الفتى بحبلٍ متدلٍ من الشجرة وتسلقها متجهاً نحو الثمار.. لكنه سقط ولم يصل.
- فهمت ما معنى الخيانة.. ولكن لماذا سقط الفتى؟!
- لأن أفراده في مثل مستواك العقلي.. لا يفرقون طرفة عينٍ بين الأفاعي والحبال
- ولكن لدي سؤال عابر
- ما هو؟
- ماذا كان على الفتى أن يفعل؟
- كان عليه أن يحوّل الأفعى إلى حبل
- وإن لم يستطع
- يقتل الأفعى، ويصنع حبلاً يليق بتاريخه
- وإن لم يستطع
- إن لم يستطع.. فعليه أن لا يحلم بأكل الثمار بعد اليوم!