يمدون أيديهم، والجِفان تفيض دماً
يُطاف بها بين أروقة القصر، تبرق..
مثل ارتعاد الفرائص..
هذا هو العرس، يحتفلون كعادتهم
بين شاهِدِ قبرك والمئذنه.
رأيتُكَ كاَلموج تصعد، ممتطياً صرخة الثأر!
تقطعك الريح والجبل الوعر نصفين
تخرج مكتملاً كالسماء، تضيء الخضم
وتعبر للبلد القفر
كل الطريق به شجر يستغيث
فهل أَشْرَعَ القبر أبوابه?
رأيتك تَعْرَى.. وتخصف من ورق التوت
ما ترك الوحش تنفر
ما ترك الغاب تنفر
والحجر المستتب يروغ، وينبع من تحته الماء....
هذا هو العرس، عرسك
يحتفل القبر بك
رأيتك،
والنيل يفتح نافذة للهواء،
تطل عليه النوارس، ما راعني غير وجهك
يملأ وجه الفضاء، ويمتد في الأفق
حتى يسد الجهات
أهذا هو القبر يفتح أبوابه؟
زمانك هذا ، فكن نخلة نتفيأ
أو نجمة أو شهاباً
وكن ضارياً من وعول الجبال،
فأنت الخزامى، ورائحة الشيح
أنت المطر
وأشهد أن القبور تتيه بقبرك
قبرك يزهر
ينشق عن نجمة غضة، كالمحارة
قبرك يزهر
ينشق عن طلحة حلوة، كالغبار
إذا ما تداخلت الخيل بالخيل.
يهتز قبرك، حتى تعود إلى النيل زرقته
أو تغيض الدماء التي في وجوه العذارى،
فكن جارحاً من صقور الأعالي،
وكن نخلة ما تغنت بها غربة الأندلس.
أهذا زمانك?
ما راعني غير كفك ترتد،
والقوم يغترفون...
أيا شبقاً ساكباً في الأظافر!
هل صرت وسماً على جبهة الدهر
صرنا نؤرخ فيك:
ولادة أولادنا، ونهاية أعمارنا
وصرنا نطالع في الأفق،
يمضغنا الانتظار!
أما يتفتح قبرك يا شنفرى؟