طرحت في محاضرتي في الطائف «15-11-2013» وعنوانها (ماذا لو أن الأستاذ شنا لم يوافق الآنسة طبقة) موضوع تأنيث أسماء النساء، وأشرت إلى أمل القثامية وكانت ترأس الجلسة نفسها، ومن قبل ذلك كنت أسندت لها متابعة نشر كتابي (الجهنية) في نادي مكة وفيه اسم أمي الجهنية مؤنثاً بدلاً من الجهني، وكذا فيه أسماء المطرودية والخنينية، ونساء أخر تمسكن بأسمائهن التي تدل عليهن وتصفهن، كما هو التقليد الشعبي في كل البيئات الشعبية، وهو جو ثقافي يعم كتابي هذا تحديداً من حيث هو كتاب في لغة النساء وحكاياتهن، وهذا أحيا في نفس أمل حساً مكتوماً رغبت به من زمن وكانت تمني نفسها أن تكون قثامية بدلاً من القثامي، وكانت تحس باضطراب دلالي بين كلمتي أمل والقثامي بينما القيمة الصوتية الأولى هي القثامية كما أنها قيمة ثقافية وحق إنساني، وهاتفتني أمل معبرة عن حسها هذا بسبب جو الكتاب، وحينها قلت لها عدلي نص كلمة الشكر في كتابي عندك بحيث يكون اسمك فيها (القثامية) وهذا ما صار، وكنت في المحاضرة قد وقعت في استطراد حميد شرحت فيه قضية تأنيث الأسماء، وكررت ذلك في محاضرة أخرى في جيزان، وظل النقاش في المسألة متصلاً في تويتر وفي الصحف، وتواصلت معي الدكتورة فاتنة شاكر، وذكرت أن جدتها كانت تسميها الشاكرية، وهنا جاء القرار بحث مني ورغبة ثقافية ومعرفية عند الدكتورة وعدلت اسمها رسمياً -بالمعنى الثقافي- وصارت فاتنة الشاكرية وهو تعديل أعطى دفعة كبيرة لكثيرات من المثقفات وعلى معرفات تويتر حتى توالت التسميات من مثل (القحطانية والتميمية والرفيدية والأسمرية والغذامية والكندية والوائلية والهذلية والراجحية والهلالية والوردية والحربية) وستعود المرأة لحقيقتها وتعطي اسمها حقه في التأنيث وتشعر الناس بأن التأنيث قيمة ومعنى وثقافة، وتسمو المرأة بصفاتها وسماتها وإشاراتها وليس بما تستعيره من الرجل تسمية أو توصيفاً أو هوية، حيث كينونة المرأة تبدأ من رمزية الاسم، والتسمية هي العلامة الأولى لأي كائن بشري، وكل اسم أو صفة هما علامة تستدعي معها سياقات المعاني ونظم التفكير المتشكلة تبعاً للعلامة الأولى.. وهنا يأتي دور الاسم ما بين تأنيث حقيقي أو تذكير يربك الدلالة ويقلل قيمة العلامة الأولى. ولا شك أن هذه حالة وعي ليست سهلة التحول وقد غردت راوية القحطانية عن معاناتها مع تأنيث اسمها وكيف أخذ التردد عندها مأخذه حتى تشجعت وحسمت، وذاك بسبب سلطان التقليد اثقافي المستحدث.