على حافة الجدول الصغير
كان ميعادنا
جلسنا على واحة صغيرة من العشب المزدهر
وحولنا باقة ربانية
من الشيح والأقحوان
تزين المكان
وفوقنا غيمة ربيعية حنون
تمنحنا ظلاً وارفاً ومنعشاً
والماء الرقراق يتلوى كثعبان مسالم عبر أخاديد الوادي
وقبل أن نتناجى
حط بالقرب منا نورس ناصع البياض
اعتبرتُه فألاحسنْ
قالت: هذا الطائر يتنصت علينا (!!)
صدمتني العبارة قبل أن أقول لها هامساً:
إنه من العجماوات يا غالية
قالت: في زمن التقانة
كل شيء ممكن بعد انحسار المستحيلات
ثم هل نسيت هدهد سليمان وبلقيس؟
يا لها من فيلسوفة لو لا أنها تجنح إلى المراوغة باحتراف عجيب
إذ لم أكن أعهد مثلها من قبل
إلا هندا التي قال حبيبها:
« كلما قلت متى ميعادنا؟
ضحكت هند وقالت بعد غدْ « !
بعد برهة قالت:
مالك صامت كأنك تمثال
قلت: قبل لحظات قصيرة
كنت أحلم بلقاء رومانسي هنا
أبحر خلاله في عينيك السوداوين
كي يطفئ ظمأ وجداني
قبل أن تبدأي بالكلام المباحثي
قالت: لا عليك.. ولكن قل لي
لماذا أنتم الرجال تفضلون ما هو ذكوري
على ما هو أنثوي حد التفرقة العنصرية؟
قلت: يا ساتر من قال هذا؟
ومع ذلك.. فالله فرق بين الجنسين عند ما قال:
«وليس الذكر كالأنثى».. قالت:
إنما تتحدث عنه مجرد إشارة إلى التركيب الفسيولوجي!!
قلت: ما علينا.. هل سنظل نتجادل على حساب رومانسية الموعد يا غالية؟
توقعت أن تسأليني عن الحال المتردية والجفاف العاطفي الذي يعصف بي
قالت: دعنا نغير الموضوع
تهللت أساريري، وقلت: قرب الفرج إذن
تجرأت وطرحت عليها سؤالا حول معاناة الفراق وأثره على الولهان؟
قالت: هل تابعت عملية فصل التوأمين السياميين عبر التلفاز؟
شعرت أنها في غيابي قد اكتسبت الصفة الزئبقية
بأسلوب صادم
عندها استجبت لنداء الكرامة في داخلي
ومددت يدي على جوالي متظاهرا بوجود مكالمة ونهضت!!