نفى مستشار وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الشاعر محمد عابس، أنه حارب الشعراء الشعبيين بعد إشرافه على الملحق الثقافي بمجلة فواصل الشعبية والتي كان يربطه برئيس تحريرها الراحل طلال الرشيد علاقة خاصة، واصفًا الرشيد بصاحب «الكريزما» الجمالية التي أهلته للقرب من جميع المثقفين، وذلك بعد أن تم تخصيص خمس وثلاثين صفحة من المجلة، استطاع عابس من خلالها دعوة الأدباء والمثقفين لمجلة شعبية رائدة تعتبر في ذلك الوقت من أقوى المنابر الإعلامية التي تحظى بجماهيرية ومتابعة واسعة.
وقال عابس إنه بتلك المرحلة تعرف على فضاءات العديد من الشعراء الشعبيين، كما استطاع أن يقنع بعضهم بقرض الشعر الفصيح وتذوقه. وقال عابس إن فواصل عرفته بالشاعر محمد جبر الحربي وسعد الهمزاني الذي عمل معهما على تقديم مادة شعرية بكل مواءمة بين الشعر الشعبي والفصيح، كما أكد عابس أنه مارس نفس الدور في الإذاعة، حيث أتاح للشعراء الشعبيين الظهور في برنامجه الإذاعي بجانب عدد من الفنانين الذين تغنوا بقصائدهم، بعد أن كان الجميع يظن بأن عابس سيقصي جميع الشعراء الشعبيين ويحاربهم.
ووصف الشاعر محمد عابس الذي عمل في بداية حياته بالتدريس، بأن التعليم «مقبرة للمبدعين» إذ لم يمض وقت طويل حتى سارع لنقل خدماته للإذاعة بعد اكتشاف الأستاذ ماجد الشبل لصوته الجميل وطريقته المتميزة في الحوارات مع الضيوف.
وقال إن الصراع القائم بين شعر التفعيلة والشعر العمودي يعود بصيغة مماثلة في هذا الوقت بين شعر التفعيلة والنثر. وطالب عابس الشعراء الشباب بعدم اندفاعهم للقصيدة النثرية والتدرج بين محطات الشعر المختلفة ببحوره وأوزانه واستيعاب وهضم التجارب السابقة لهم، منتقدًا محاولة البعض القفز على الأشكال ومحاولة حرق المراحل. مضيفًا أن “أنسنة ” الحياة والكون في الشعر الحديث فرضت تغيرًا في أدواتها ومواضيعها، بعد أن كانت الأداة الأحادية فيها الوقوف على الأطلال ووصف الحبيبة ثم الانتقال لأغراض الشعر من مدح ونحوه.
كما حمل عابس بعض المثقفين والمؤلفين مسؤولية الإرباك التي تحدث أمام منصات التوقيع، وذلك لكون غالبيتهم لا يتابعون الإعلانات التي تعممها الوزارة في الصحف والأندية الأدبية والقنوات الفضائية المختصة، حيث تعلن الوزارة لجميع الراغبين بالتوقيع بالمنصات المخصصة بمعرض الرياض الدولي للكتاب الذي يقام كل عام قبل موعد انعقاده بعدة أشهر، هذا المعرض الذي أصبح الجميع يحرص عليه لكونه تظاهرة حضارية وجمالية على مستوى الوطن، إلا أن المأساة تتكرر بكل عام حيث يحضر لنا العديد منهم يطالبنا بتخصيص منصة لتوقيع كتابه وبعضهم للأسف لا يستحق كتابه كل هذه الضجة، لكن المؤلف ينظر لإصداره بعين الإعجاب ثم يقف ساعة كاملة بدون أن يحضر لديه أحد، لكننا نحاول إرضاء الجميع فنقتسم من وقت بعض الموقعين نصف ساعة ليقف على المنصة للتوقيع.
مضيفًا أن الوزارة لا تقصي أحدًا مهما كان، كما أشار إلى أن بعض المؤلفين يحجز موعدًا للتوقيع ثم يتأخر عنه بسبب حجوزات الطيران المتعثرة في بعض المناطق، وقال عابس إن بعض المثقفين يوقعون لجماهيرهم عبر الأماكن المخصصة لدور النشر وهذا ممنوع من قبل الوزارة، وزاد: إن نجوم «تويتر» يسببون لنا قلقًا في التنظيم، حيث نضطر لاستدعاء أعداد إضافية من «الحراسات الأمنية» لتنظيم التزاحم والتدافع وفصل الرجال عن النساء عند منصات التوقيع، وهذا ما حدث مع محمد الرطيان وخالد الباتلي وبعض الكتّاب المشهورين في الصحافة المحلية والعربية، غير أنّ هذا الإرباك يسعدنا في الوزارة لكونه نجاح يضاف للمعرض.