غاب الدكتور حمد المرزوقي عن الساحة الثقافية والإعلامية طويلًا، فلم يعد يُرى في المنابر الجماهيرية مثلما هجر المقالات والمقابلات، مؤمنًا بما قدمه وتاركًا إياه لأحكام النقاد وللتأريخ، ومؤكدًا بأنه مكتفٍ بما قاله زمن حماسته ونشاطاته الخارجية، وموفرًا وقته لخدمة مشروعه الثقافي الذي ابتدأ بكتابه التحولي (أفي الله شك؟) المتواصل عبر كتابه المهم : ( من القرآن إلى البرهان: سيرة أمة) الصادر في نهاية عام 2008م الذي شخص الانتكاسات المعرفية والسياسية والحضارية التي وعتها « دفاتر التأريخ المعاصر»، وقد علمت الثقافية أنه يعملُ بشكل متصل على الجزء الثاني من مؤلَّفه (من القرآن إلى البرهان) ليرصد ويحلل ويحاكم « سيرة ذات « مليئة بالتأصيل والتفصيل، لشخصية حملت الحلم العربي النهضوي باكرًا، وعادت منه بعد تجربة نصف قرن كاتبًا وباحثًا وأستاذًا جامعيًا ومسؤولًا رفيعًا ومتقاعدًا عبر هذا الكتاب الذي ينتظر صدوره قريبًا.