الناشر: دار الفكر - دمشق 2013
الصفحات: 424 من القطع المتوسط
ضمن سلسلة ( حوارات لعصر جديد ) يتحدث المؤلفان عن أهم القضايا الجمالية المعاصرة في العالم العربي؛ و عن أسباب ارتباط الفن التشكيلي العربي بأصول الفن الغربي ومدارسه الحديثة من الكلاسيكية والرومانسية والتجريدية والرمزية حتى السوريالية.. إلخ. هل كان للمستشرقين الأوربيين الذين وفدوا إلى البلاد العربية تأثير في استقطاب اهتمام الفنانين العرب؟ إلى أي مدى استعمل الخطاطون والرسامون والمزخرفون والمعماريون العرب العلوم في فنهم؟ كيف كان تأثير فكر الحداثة في الفن الغربي عموماً وفي الفن الشرقي العربي خصوصاً؟ لماذا نشأت دعوات الرجوع للأصالة، والتمسك بالهوية، والحفاظ على الثقافة الفنية القومية؛ في مواجهة دعوات التحديث والتغريب؟ إلى أي مدى تأثر الفن المعاصر بالتقنيات الحاسوبية المعاصرة،وما بعد الحداثة؟! وهل حسنت هذه التقنيات من الفنون البصرية ،وجمَّلتها، وجعلتها أكثر ثراءً ؟».
في هذه الحوارية تناول المؤلفان تلك المحاور باستفاضة؛ فتحدث الدكتور عفيف بهنسي في القسم الأول عن الصورة الفنية حاملة للفكر وسبيلاً للمعرفة الموضوعية عن طريق ما تقترحه من رموز ودلالات. عرَّف بعناصر العمل الفني والمدارس الفنية والنقدية الجديدة، كما بحث في المدرسة النقدية التشكيلية التي تتبنى علم الدلالة في تأويل النصوص والأعمال الفنية،كما وضح كيف قرأت المدرسة التأويلية الأعمال الفنية بشكل مخالف للمدارس الأخرى. وبيّن مساهمة العرب في ما يتعلق بالخط العربي والرقش والتصميم الهندسي الإسلامي، وعرف بالفكر النقدي العربي من خلال آراء ابن عربي وأبي حيان التوحيدي. وفي حديثه عن الفكر الفني الحداثي بيّن مدى تأثر الفكر العربي به وأخذه عنه،وتشكيل تيارات نخبوية تهتم بالهوية العربية،وتنهل من التراث معيناً على تكوين توجهات فنية جديدة. هذه التحولات الفنية المعاصرة استلهمت من التقنيات مؤثرات توظفها في إغناء الصورة والمعمار العربي، وتحسين المخرجات البصرية والصوتية. في القسم الثاني تحدث الدكتور محمد بن حمودة عن التصوير في الوطن العربي وتأثر الفنانين التشكيلين العرب بالنـزعات الغربية الحديثة من رمزية وتأثيرية وسريالية وتكعيبية و تجريدية ، وبيّن كيف حدث العبور من أدب القوة إلى أدب المعرفة، وهو ما شكلّ علاقة فارقة بين الحضارة الغربية وباقي شعوب العالم.ثم عرج على المدرسة الرومانسية وبيّن كيف دشنت مرحلة تداخل المرجعيات، وكيف امتدت خارج أوربا لتصل للعالم الآخر. وعن محاولة فهم المعاصرة الفنية العربية يرى المؤلف أن النقد الفني العربي لم يتوقف كفاية لتقويم دلالات المنعطف الانطباعي وتبعاته،كما أن التصوير العربي انفتح على التصوير العالمي واشترك معه في تحقيق أولوية القيمة الثقافية، وتحرير التصوير من رقابة القصد المسبق، ثم تحدث عن النقد الفني والصورة الفنية بحسب رولان بارت، وعرف بتجارب عدد من الفنانين العرب مثل شاكر حسن آل سعيد، وفاتح المدرس،وعالج قضايا مختلفة أخرى مثل الأدب والميديا،وثقافة الصورة والعلمانية.