الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر2013
الصفحات: 285 صفحة من القطع العادي
تقول المؤلفة؛ « إن قراءة ( القدس ) و (أورشليم)، في الخطاب الشعري العربي والعبري المقارن، في أشد تصوراتهما عمقاً، تعني المضي في لحظات القلق والخوف والغرابة والبحث الصعب، حيث يتجاور موقفان تاريخيان وعقائديان وثقافيان وسياسيان متناقضان ومستقلان يقطنان المكان ذاته. وقراءة (القدس) و(أورشليم) تحديداً هي سيرورة من اكتشاف قد يبلغ حد فقدان البوصلة وفقدان التوجه ومحاولة السيطرة على التقسيمات الموثوق بها. ف (القدس)، لدى العربي الفلسطيني، هي ذاكرة تاريخ وحق لن يموت، وهي ضرب من تذكر موجع للخطة التاريخية الحاسمة (1967). وهي كذلك إفصاح عن عصيان كل أشكال النفي لتاريخ الفلسطيني ووجوده وذلك عبر المقاومة بشتى صورها. أمّا (أورشليم) فهي مسألة سياسية محضة تختزلها مقولة رئيس وزراء «إسرائيل» بنيامين نتنياهو، (عليكم ألا تثقوا في مساعدة الغرباء، وألا تثقوا في الكرماء، وألا تتوقعوا أن الأحجار ستلين وعلى الشعب، الذي يريد أن تكون قامته منتصبة، أن يضع ثقته في نفسه فقط). إنها مقولة تثير تساؤلات جوهرية حول المكان «أورشليم» عن انبثاقه متى وكيف؟؟ عن الزمان في حركته وهل يرجع للوراء؟ «.
و تضيف « إن قراءة القدس بعد 1967، هي قراءة تأمل مستمر للجهد الشعري العربي عند الشعراء مثل «محمود درويش، عبد الرحيم محمود، سميح القاسم، خالد محادين، حيدر محمود، تميم البرغوثي، وعبدالوهاب البياتي، محمد الفيتوري». أما أورشليم في الشعر العبري فلها حضور شعري لافت للقصائد وزخم كبير في دواوين الشاعر «يهودا عميحاي» تحديداً، وبصورة أقل عند شعراء آخرين مثل «حاييم جوري، وأهارون شيبتاي، وآجي مشعول».
يتضمن الكتاب ثلاثة فصول يتحدث الاول عن «تشكل الذات العربية (الفلسطينية) والذات (اليهودية) الإسرائيلية؛ مقاربات مرجعية وإشكالات على نحو أساسي مفردة «الذات» في مرجعياتها المكانية المختلفة. «والذات» العربية مجموعة من لحظات التحول التاريخي الشديدة.
وتحت عنوان «القدس صراع الهوية والمكان» جاء الفصل الثاني الذي يتناول وجود «اليهودي» من حيث تعالقه بالزمن، اذ لا تاريخية تعاقبية لوجوده في المكان «أورشليم» كما تبين الدراسة، فيما يستعرض الفصل الثالث وهو بعنوان «تفارق وتجاذب المرجعية في النص الشعري العربي والنص الشعري العبري» مفردات شعرية جوهرية تعكس الصراع حول «القدس»، يتضمن نصوصا شعرية عربية وعبرية لشعراء كان بينهم تجاذب وتفارق.