كلما أَمرُ قرب نادٍ من النوادي الرياضية يلفت نظري تلك اللوحة التي كتب عليها نادي... الرياضي، الاجتماعي، الثقافي، فالجميع يقرأ ويسمع أخباراً مكثفة عن الأنشطة الرياضية، مثل: كرة القدم، اليد، والسلة، والطائرة، والملاكمة، والسباحة، وفي مقابل ذلك لم نقرأ أخباراً سارة عن الأنشطة الاجتماعية أو الثقافية إلا نادراً وذلك في بعض الأندية وليست كلها.
وكان نادي الوحدة بمكة المكرمة على سبيل المثال مثالاً يقتدى به في النشاط الثقافي وكنا نذهب إلى النادي مبكراً وننتظر محاضرات الأدباء والمثقفين أمثال الأذيب محمد حسين زيدان، والشيخ الشاعر ضياء الدين رجب، والأستاذ أحمد محمد جمال -رحمهم الله- وكان هذا النادي رائداً في النشاط الثقافي والقرآني أيضاً وهو أول نادٍ أقيمت في مقره حلقة قرآنية على مستوى المملكة وكانت تحت إشراف كاتب هذه السطور ولله الحمد والمنة، وذلك إبان رئاسة المهندس طارق القصبي وأتذكر أسماء اللجنة الثقافية المكونة من الأخوة الأفاضل وهم: عبدالكريم نيازي، عبدالله رجب، عثمان مليباري، رفقي الطيب، والفقير إلى عفو ربه، ولكن لم تستمر هذه اللجنة طويلاً بسبب ظروف النادي الداخلية والخلافات الإدارية وللأسف الشديد.
أتمنى تكثيف النشاط الثقافي في جميع الأندية الرياضية في المملكة لكي يجمع الشباب بين الرياضة البدنية والعقلية والروحية في آن واحد، ويكتمل العقد بذلك وفي الوقت نفسه أقترح إقامة محاضرات متنوّعة حتى ولو كانت محاضرة واحدة كل شهر وإيجاد حلقة دائمة للقرآن الكريم، وهذا ليس بكثير وشبابنا بحاجة إلى هذه الأنشطة؛ لأن أكثرهم لا يتردد على الأندية الأدبية لقلة روادها، وعلى المسؤولين في الأندية الرياضية الاهتمام والعناية بهذا الشأن.
وهذا الأمر لن يتحقق إلا بأمر من رئيس العام لرعاية الشباب، ولا يخفى ما لهذه الأنشطة من أثر طيب على أبناء هذا البلد الطيب.. فهل نسمع قريباً توجيه الرئيس العام لرعاية الشباب في هذا الشأن؟ نرجو ذلك. والله من وراء القصد والهادي إلى سواء السبيل.
وقفة : أرجو أن يكون هناك تواصل بين المسؤولين في الأندية الأدبية والرياضية والزيارات المتبادلة بين شبابها وشيوخها،لكي تعم الفائدة للجميع.