- إنها ذكرى تراءت لي دون موعد محدد، وتملكت روحي.. كما تتملك وجه المشرد حمى الرحيل؟
- عفوا: ألا يمكن أن تعرضي جانباً عن مهاوي الحزن، إن غدير الابتسامة على شفتيكِ أروى لروحي وعيني؟
- كم أنت مراهق،... هل حرمت من حنان الأم؟ هل جربت فقد الابن؟ هل شعرت بفقدان الوطن؟ إذاً لن تستطيع أن تفهمني، لأن ابتسامة الأنثى ليست ماركة تجارية تحت الطلب!
- آهٍ منكِ، بقدر ما عرفتكِ حتى العمق، أجهلكِ حتى القشور، و أرى المسافة بيننا لا تقاس ولو بالسنين الضوئية، فماذا حدث؟
- الذي حدث أن الغدير الذي أردته، انفصلت ذراته فأضحى ناراً تلظى، ولجأت له.. تماماً كما يلجأ العاشقون من نار البعد.. إلى نار وترٍ ترنم بالبعد على يد عازفه الغريب، ولكن أخبرني: لماذا تحب أن تخرج من ضجيجك لهدوئي، ولا تريدني أن أخرج من هدوئي إلى ضجيجك؟
- « آهٍ من الشوقِ والتوقِ كيف يزلزل قلباً بريئاً، وكيف أظلّ أسيراً لهذا الزمان الرديءْ»
- لدي سؤال « شاطح «؟
- هاتِ السؤال، ودعينا من الحاشية؟
- ما الذي يدور في قلبك الآن؟
- الحلم!
- وما هو؟
- أحلم بكوخٍ خشبي بسيط، على ضفة نهر بلا اسم وبلا عنوان، وأمام باب الكوخ شتلة ورد، وكرسي لي.. يقابله كرسي لكِ، بينهما طاولة صغيرة، ومزيد من الحب !
- وماذا أيضاً؟
- ما في قلبي أكبر من اللغة، وأعمق من كل قصص الحب الحقيقة، والسينمائية، ولو أن بودي أن أكتب كل شيء، فالكتابة أكبر فرصة مواساة في حياتي !
- ماذا بودك أن تكتب أكثر؟
- بودي أن أكتب أنني رجل شجاع جدا، لأنني استطعت العيش حتى هذا اليوم، وأنني بطل مغامر، لأنني لم أفكر في الانتحار إلا قليلاً !، وأنني عاشق ملائكي، لأنني لم أختطف حبيبتي حتى الآن، ورغم أنني « ميت على قيد الحياة « إلا أنني لازلت أكتب.. وأتنفس.. وأقبل رأس والدي كل صباح..، إلا أنهم وحدهم الرائعون من يجعلهم الزمان كرة بين أقدام الأيام، ووحدهم الصادقون من يصنع منهم الدهر جسراً.. يعبره الأفاكون والمنافقون إلى غاياتهم الدنيئة!
- مجنوووووووون: ههههههههه .
- ما أجملكِ أيتها الحياة عندما تبتسمين!