يدرك المتابعون أن للإعلام عبر الإنترنت وسائله، ووسائطه المتعددة والتي من أبرزها:
1- وسائل التواصل الاجتماعي
بلا شك أن «الفيس بوك» أو «التويتر» أو»السكايب»، أو غيرها من الوسائل، تعد من مصادر المعلومات التي لا ينبغي إغفالها أو تجاهلها، وإنما هي وسائل جعلت المتلقي العادي مساهماً في صناعة الرسالة الإعلامية، حيث إن أي متلق إذا شاهد حدثاً ما - حتى لو كان هذا الحدث غاية في الإقليمية- باستطاعته أن يقوم بتصويره بكاميرا جواله، ومن ثم بثه عبر هذه المواقع المتنوّعة، ويكون بذلك قد نقل خبراً أو حدثاً. صحيح أن هناك حديثاً كثيراً عن المصداقية في مثل هذه الأخبار ومدى التزام هذه المواقع بها، لكن تظل هناك أخبار مرتبطة بأحداث بعضها، تكون مثاراً بين الناس، فيأتي تصويرها كشواهد لها، وليعطي الحدث أكثر مصداقية واستدلالاً للمتلقي صانع الحدث والمشارك فيه في الوقت ذاته.
2- شبكات التواصل الخاصة «عبر رسائل الجوال»
هي وسيلة حديثة جداً، ولا أقصد بها الرسائل العادية، رسائل الـsms التي تحصل بين شخصين، ولا حتى مجموعة الرسائل التي يرسل بها شخص إلى عدد كبير من الأشخاص المسجلين في قائمة جواله، إنما أقصد الشركات التي تقوم بإرسال الدعايات المختلفة عن منتجاتها عبر الجوال، أو حتى الدعوة للمشاركة في فعالية ما - مدفوعة الأجر في الغالب-، هذا يعد وسيلة من وسائل الصحف «الإعلان التجاري» الذي أصبح الآن يصلني عبر الهاتف.
إلى جانب أن هناك شبكات أخرى معنية بالأخبار - عبر رسائل الجوال- ولا أقصد بذلك «الإنترنت» مطلقاً، فأنا أتحدث عن بعض الشبكات الخاصة التي باتت الآن تبعث إليك بأخبار خاصة، مثل بعض أخبار الأحياء التي تتبناها جمعيات مدنية أو جماعات، لتفاجأ بأخبار تلك الجماعات على جوالك أولاً بأول، سواء كنت عضواً بذلك الحساب أو لم تكن كذلك، وهو بهدف الدعاية للهيئة أو الجماعة، ويحدث لدينا في السعودية أن تقوم جماعات ببث أخبار خاصة عن الحي الذي تسكنه، وعن بعض مجريات الأحداث التي حصلت به، عبر الرسائل، والتي سهل وجود برنامج «الواتس آب» انتشارها بشكل كبيرة، خاصة من خلال «القروبات» التي ينشئها جماعات تهدف إلى التواصل فيما بينها.
3- اليوتيوب - العالم المفتوح
أما «اليوتيوب» الذي فضلت أن أجعل الحديث عنه متأخراً، فأنني أؤكد أنه عالم مستقل بذاته، فأنا أتصور أن مواقع التواصل الاجتماعي كافة في جهة، و»اليوتيوب» في جهة أخرى، وهذه ليست دعاية لهذا الموقع، الذي يمثّل أهمية خاصة في حياة الناس حالياً، وإنما هو الذي يمكن له أن يمثّل لنا العالم الافتراضي الذي يتحدث عنه الباحثون في عالم «الإنترنت»، فهو يتضمن كل شيء «أخباراً وقصصاً، وأفلاماً وفضائح، وحقائق وتزييفاً، وكذباً وخداعاً، وفرصة لأصحاب الضمائر الميتة في نشر فضائح عن آخرين»، وهو سياسي، اجتماعي، ثقافي، فكري، رياضي، كل شيء، يمكن أن تتخيله، وما لا تتخيله موجود على هذه الشبكة المهمة التي لم تنافسها شبكة حتى الآن».
شكل ظهوره نقلة حقيقية على المستوى الإعلامي قاطبة، فهو العالم المفتوح الذي لا يضاهيه فيما يقدمه سوى شركة جوجل، كشركة عالمية كبرى تبث سيلاً كبيراً من ملايين المعلومات على موقعها مجاناً، وبلغات عالمية عدة، ورغم تقارب الموقعين؛ اليوتيوب وجوجل، إلا أن الأخير يركِّز على النصوص وعلى الصور بشكل أكبر، وبشكل تفاعلي، من خلال إرسال المعلومات أو استقبالها، كما ذكرنا آنفاً، بينما ركز اليوتيوب على الفيديوهات المصورة، وبذلك واجهت القنوات الفضائية، نفس الشرك الذي واجهته الصحف الورقية، التي كان لزاماً عليها أن يكون لديها مواقع إلكترونية إلى جانب الورقي، القنوات هي الأخرى بات لزاماً عليها أن يصبح لديها مواقع - بث مباشر- على اليوتيوب، كي تكون موجودة أمام المشاهد في كل الأوقات، وبشتى الوسائل الحديثة وألا تقتصر على البث التلفزيوني التقليدي الذي يعتمد على الستالايت، في الإرسال والاستقبال، وعلى شاشة التلفزة، كمستقبل للعرض.