رابعاً - الخليج العربي
صدرت عام 1376هـ كمجلة في مدينة المبرز بالأحساء، وبعد صدور ستة أعداد توقفت، ليستأنف صدورها كجريدة في مطلع عام 1378هـ، وقد اطلعت على العدد الرابع منها أقتطف منه (كلمة العدد) حيث تصب جام غضبها على شركة كهرباء الخبر، في مقال كتبه محمد أحمد فقي رئيس تحريرها، يقول فيه: «نحن نعلم جميعاً ما تقوم به الشركة من تجاهل عميق لإنسانية العميل، أو إهمال واضح لحقوقه، وهي ليست معذورة. بل هي مسؤولة إن كانت تقدر المسئولية، وتعرف ما تنطوي عليه من معان... لا يمر أسبوع دون أن تتوقف المكائن ومتى؟ في الوقت الذي تشتد فيه وطأة الحر، ويقسو فيه الجو بلهيبه المشتعل، ومتى؟ في سواد الليل، واشتداد الظهيرة «، ويكتب عبدالله شباط الهجري (أسبوعياتي) كما يكتب (كشاف) إشاعات، يهاجم بها البلديات التي لا تهتم بالناس قدر اهتمام الناس بها.
وفي العدد (19) في 20-6-1378هـ يخصص افتتاحيته (نريد وزارة للبادية).
وفي الصفحة الثالثة، وضمن (أنوار كاشفة) يكتب المواطن العربي (لم تفعل أرامكو ذلك؟!) وهو يطالب بالعدل في التعامل مع المقاولين في المنطقة، ويختتم مقاله بقوله: « فإن لم يكن هناك نظام يحد من نشاط هذه الشركة التجاري، وإن لم يكن هناك قانون يرعى مصالح المقاولين جميعاً بالنسبة لمقاولاتها، إن لم يكن هناك شيء من ذلك فلا بد من أن يكون، فقد كفى مهزلة وسخرية... وقد كفى أولئك المهملين تركاً وإهمالاً، وكفى هؤلاء ومن احتكرتهم أرامكو لمقاولاتها، مكاسب وأموالاً أغلبها يعود إلى أمريكا«.
وفي الصفحة الثامنة، وضمن (أنباء المنطقة والأقاليم) نقرأ « يفكر بعض رجال المال في القطيف في إنشاء شركة للقوة الكهربائية لمدينة القطيف ونواحيها «، و»علمنا من مصدر موثوق أن الوجيه علي السيهاتي يعتزم بناء بلاج على شاطئ الخليج العربي بمدينة سيهات، ونحن نرجو أن يوفق الوجيه السيهاتي لما يقوم به من خدمة لبلاده...».
وفي العدد (22) الصادر يوم الأربعاء 11-7-1378هـ الموافق 21-1-1959م يكتب مدير التحرير (الهجري) في الصفحة الرابعة تحت عنوان (إشاعات) يقول فيه: « التعصب الإقليمي والمذهبي والديني، أدواء قاتلة فتاكة، تستطيع أن تقضي على أي مجتمع بسهولة ويسر، والتعصب أياً كان نوعه، سيئ وقبيح ومخيف في نفس الوقت، ومنذ أيام قريبة حدثت ضجة كبيرة لم نكن نتوقعها حول المجلس البلدي في الأحساء، إذ قال واحد من الأعضاء: إن قرية المبرز ككل قرية ليس منها دخل ولا لها حقوق، وقامت هذه الضجة، وامتنع الأعضاء الممثلون للمبرز وقراها الشمالية عن حضور جلسات المجلس، وصارت القرارات توقع وترفع بدونهم، وانتهى بالمطالبة بحل المجلس، وتأليف مجلس آخر، أو فصل بلدية المبرز عن بلدية الهفوف، أو إلغاء المجلس، وجعل البلدية تحت إشراف الدولة.
وفي العدد (30) ليوم الأربعاء 9-9-1378هـ الموافق 18-3-1959م نجد افتتاحية العدد تخصص لمناقشة (في حاجة لمشروعات السنوات الخمس).
وفي العدد (23) بتاريخ 18-7-1378هـ يكتب الأستاذ عبدالله بن خميس مقالاً في الصفحة الأولى بعنوان (في خدمة المجتمع) - وجهوا ثروتنا القومية) فبعد مقدمة طويلة نجده يقول: «ولا يغرنك ما ترى من مظاهر براقة، أو زخارف متنوعة، وعمارات شاهقة، وترف، وخفض عيش، وفي بلاد جاهلة، فإن ذلك بمثابة الزبد يذهب جفاء، أو التكحل في أعين الشوهاء يذهبه بكاؤها، ومسحة من ملاحة يفضحها ما تحت الثياب، ما لم يحطها العلم والعمل، وتقوم على أساس متطلبات البلاد، ومسايرة نموها... « وبعد أن استعرض ما يتم في الدول المتقدمة اختتم مقاله بقوله:» وإذا كان هذا موجوداً لدى الشعوب المتعلمة الناضجة، فما أحرانا - ونحن في بداية الطريق، وبأيدينا ثروة، وفي بلادنا خصب، وغناء، ونحن نرى ثروتنا عائمة، متأرجحة - ما أحرانا أن نجد من حكومتنا الرشيدة لفتة كريمة إلى هذا المجال، تنظم بها ثروتنا القومية، وتجعل منها قوة متماسكة متينة، تسير على نحو اقتصادي صحيح، وتوجهها إلى الأعمال الجماعية المثمرة، كإنشاء المؤسسات الاقتصادية، والشركات والبنوك، لنشارك غيرنا في استغلال خيرات بلادنا، ونجعل من هذه الأموال المبعثرة وحدة متكاملة، هادفة، ولا أرى ما في بلادنا من ثروة - إذا نظم نظاماً مالياً صحيحاً - إلا قوة هائلة، وطاقة فعالة، تستطيع أن تجعل من هذه الجزيرة الغامرة، مركزاً محترماً لدى أمم الأرض.
هذا ولا يفوتني أن أشير إلى أن من العوامل التي فتت في سواعد الأثرياء دون إنشاء الشركات والأعمال الجماعية، هي ما قدمه بعض القائمين على الشركات الموجودة في هذه البلاد من أمثلة سيئة، وتصرف غير حميد، فبهم فلتبدأ الحكومة السنية، فإنها سوف تجد منهم العجر والبجر، والله المستعان «.
ونجد عبدالله بن خميس يكتب مرة أخرى، وفي الصفحة الأولى من العدد (26) بتاريخ 10-8-1378هـ تحت عنوان (في الصميم - حاجتنا إلى الأندية الثقافية)، وفي الصفحة الثالثة (في شؤوننا) نجد عبدالإله الخنيزي يطالب بلدية القطيف أو هيئة المشاريع بوزارة الداخلية الاهتمام بالطرق بين القطيف والدمام وصفوى تلافياً للحوادث.
وفي العدد (27) يكتب في الصفحة الأولى (صاروخ) تحت عنوان (إشاعات.. جحا أولى بلحم ثوره) يهاجم أرامكو لنشرها في جريدة الحياة البيروتية « إن الحكومة اللبنانية قد اتفقت مع مكتب شركة الزيت العربية الأمريكية في بيروت على تأمين حاجتها من الفواكه لشحنها إلى الظهران « ويذكرها بما سبق أن قالته هذه الشركة: « إن شركة الزيت تبذل مجهوداً جباراً للنهوض بالزراعة في المنطقة الشرقية، وتشجيع المزارعين، وتمدهم بالخبرات والمساعدات المالية « ويذكرها أن الشركة قد مضى على وجودها بالمنطقة 25 عاماً فماذا قدمت للفلاحين؟ وقال إنه يسأل عن التشجيع الذي قدمته الشركة ما دامت خضرواتهم وفواكههم تبور وتتكدس في الأسواق... إلخ؟ «.
وضمن زاوية (إشاعات وأسرار) نقرأ أن أحد موظفي أرامكو من الأمريكان قد استقال وراتبه 2500 ريال، وقد كلف أحد السعوديين بالقيام بعمله، فهل يصرف له نفس الراتب؟
ونجد في العدد الصادر بتاريخ 2-6-1379هـ ولا أعرف رقم العدد لعدم وجود الصفحة الأولى وقد استحدث صفحة باسم (نسائيات.. تعدها وتقدمها لك سميحة أحمد)، والمعروف أن سميحة هذه زوجة للمهندس أو بالأصح الكاتب البترولي أحمد طاشكندي، وأحياناً كان يكتب باسمها كما ذكر لي، فاسمها رحمهما الله أحد أسمائه المستعارة، وقد كتبت تحت عنوان (نحن نطالب بالتطور، ولا ندعو إلى التحلل) وقالت:» المرأة لا تطلب كثيراً، أن يكون زوجها قوياً أمام كل الناس، ضعيفاً أمامها وحدها «.
وفي العدد الصادر بتاريخ 14-7-1379هـ نقرأ في (محليات) الصفحة الثالثة – أرامكو وعمالها: « يقال إن شركة أرامكو سرحت بعض موظفيها الذين بلغوا سن الشيخوخة، وذلك للتخلص من قانون التقاعد في الوقت الذي ارتفع إنتاج البترول في هذا الشهر، ووصل إلى زيادة ملموسة. كما رفع تجار الخبز برقية إلى صاحب السمو رئيس مجلس الوزراء يطلبون فيها تدخل الحكومة بالنظر في الحوانيت التي أوجدتها أرامكو في الأحياء العمالية، حيث إن هذه (الكانتينات) تعد مزاحمة للأسواق المحلية.
بعد ذلك تنتقل الجريدة من الرياض إلى جدة، إذ كانت تطبع بمطابع الرياض، ولرغبته في تحسين الطباعة، ووجود الألوان فقد أصبحت من العدد (75) في 8 شعبان 1379هـ الموافق 11 فبراير 1960م تطبع بمطابع دار الأصفهاني وشركاه بجدة، وظهرت الجريدة باللونين الأحمر والأسود، وأصبحت تصدر أيام الخميس، وجاءت افتتاحية العدد (76) بعنوان (ما هي مهمة المجالس البلدية).
وفي العدد (89) ليوم الخميس 16 ذي القعدة 1379هـ الموافق 12 مايو 1960م يكتب (خبير)، وهو فيما اعتقد أحمد محمد طاشكندي، يكتب تحت عنوان (الزيت السعودي وشركة أرامكو – ارامكو والتفرقة السكنية).
ونقرأ في صدر الصفحة الأولى من العدد (95) جلالة الملك المعظم وتعليم البنات ابتهج جميع المواطنين للنبأ الذي أعلنه حضرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود، رئيس الديوان الملكي العالي، عن رغبة حضرة صاحب الجلالة بالإسراع في تهيئة مدارس البنات ومساكن المدرسات.
وفي العدد (90) بتاريخ 30 ذي القعدة 1379هـ يكتب ابن البلد في الصفحة العاشرة ضمن زاوية (في شئوننا) استيقظي يا بلدية الدمام، وفي الصفحة الحادية عشرة يكتب س. ج من القطيف يطلب من وزارة المعارف دعم المكتبة العامة التي تبنى إقامتها شباب القطيف بعد تجاوب مشكور من المسؤولين، وعبدالله مكي معيلو يطالب بجسر تاروت ضرورة لا بد منها.
وفي العدد (109) بتاريخ 19 ذي القعدة 1380هـ - ملاحظة: نلاحظ أنه لم يصدر خلال هذا العام سوى تسعة عشر عدداً رغم أنها تصدر أسبوعياً، فهذا دليل على تعرضها للتوقف، أو التعثر، فنجد فتى الجزيرة يكتب في الصفحة الأولى (صوت الخليج العربي - خليجنا عربي لا فارسي يا أرامكو)، وفي الصفحة الخامسة، ومع موضوع (مع الأدب والأدباء): « علمت الخليج العربي أن الشاعر محمد سعيد المسلم ينوي إخراج كتاب أدبي عن شعراء وأدباء القطيف، وجدير بالذكر أن عند الأستاذ المسلم مجموعة كبيرة لتراجم أدباء وشعراء القطيف كتبها قبل 15 سنة، ونأمل أن ينفض الأستاذ المسلم عن هذه المجموعة غبار الرفوف «.
ونجد عبدالله الشباط، رئيس التحرير، يخصص كلمته في العدد (114) بتاريخ 2 محرم 1381هـ الموافق 15 حزيران 1961م. (العمل يا وزير العمل) يرحب فيه بإنشاء وزارة العمل، وباختيار أمير شاب مثقف كالأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز وزيراً لها يطالب بـ:
1- تركيز المسئولية في أيدي المثقفين من أبناء البلاد والذين لهم اطلاع بأحوال العمال.
2- نبش ملفات مصلحة العمل والعمال، وتطبيق ما فيها من اتفاقيات، ومراسيم ملكية في صالح العمال.
3- تفتيش نظام العمل لإخراج المواد التسع التي لم تكن في يوم من الأيام موضع التنفيذ.
وفي العدد (122) بتاريخ 28 صفر 1381هـ نقرأ خبراً في الصفحة الثانية يقول:» قف، لا تطبع، وصلت إلينا والجريدة ماثلة للطبع حقائق مثيرة تكمن خلفها فضائح عن شركة كهرباء الخبر، وسنثيرها في عددنا القادم ضمن ما لدينا من معلومات سابقة، فإلى العدد القادم».
وفعلاً نجد الصفحة السادسة من العدد التالي (123) تخصص لفضح الشركة فنجدها تحمل العناوين الرئيسية التالية - من الواقع بصراحة:
« كشف الستار الشفاف عن المسرحية الساذجة في شركة كهرباء الخبر، عجز في الميزانية العمومية يزيد على 600 ألف ريال.
مجلس الإدارة السابق يقر الميزانية وأعضاؤه المجددون يتنصلون منها.
المجلس الجديد محك التجربة ومطلوب التحقيق مع المجلسين القديم والجديد والمحاسبين.
الخليج تحتفظ بالوثائق وعليها توقيع الأعضاء السابقين، وتحتفظ بنسخة من التقرير السري.
وفي العدد الذي يليه يوجه عدنان السيد سعيد من القطيف خطاباً مفتوحاً إلى وزير المعارف يقول فيه: إن القطيف لا تضم سوى مدرستين، ويطالب بالمزيد من المدارس لكبر المدينة.
وفي الصفحة التاسعة مواضيع أخرى تخص العمال، وتحمل العناوين:
- لماذا لا ترفع أرامكو يدها عن هذه الملايين؟ ويقصد ما جمع ضمن مشروع صندوق التعويضات.
- بعد أن سرحت أرامكو عمالاً لها، سمو وزير العمل يعد بإعادتهم.
وفي العدد (240) ليوم الثلاثاء 3-12-1382هـ نجد أن الجريدة أصبحت تصدر مرتين في الأسبوع، وأن علي أحمد بوخمسين أصبح رئيساً لتحريرها، وصاحبها، فيكتب في الصفحة الأخيرة تحت عناوين: نظام (من أين لك هذا) يفرضه التطور، المواطنون يطالبون بالضرب على أيدي المستغلين والمتاجرين بمصالح الشعب.
وهو يعدد أنواع الفساد، ويذكر بأن هناك نظاماً سبق أن صدر باسم (من أين لك هذا) فيطالب بتطبيقه، فقد كان كسيحاً منذ أن ولد.
وفي العدد الذي يليه (241) بتاريخ الثلاثاء 7-12-1382هـ يكتب محمد سعيد المسلم في الصفحة الثالثة تحت عنوان (أضواء - الحياة النقابية وأثرها في المجتمع)، وهو يستعرض بعض النماذج لتعرض العمال للظلم. ففي الوقت الذي يرحب فيه بوزارة العمل وقيامها بتعديل قانون العمل بما يحقق مصلحة؟؟؟