الناشر: الهيئة العامة لقصور الثقافة: القاهرة؛ 2013
الصفحات: 148 صفحة من القطع العادي
يحاول هذا الكتاب أن يعرض لأهم الأسس الفكرية التي انبنى عليها المشروع الغربي ما بعد الحداثي؛ فيرصد في الفصل الأول الظروف التي أدت إلى ظهور نمط فكرى جديد أطلق عليه «ما بعد الحداثة». كما يحاول في الفصل الثاني أن يؤصل نظرياً لتلك الحركة بتتبع مصادرها الفكرية ومبادئها التي انطلقت منها. ويسعى الكتاب في الفصل الثالث لرصد تجليات ومظاهر ما بعد الحداثة في الفنون المختلفة. ثم يعرض في الفصل الرابع لثلاثة نماذج مختارة من فلاسفة ما بعد الحداثة؛ وتحديداً من فلاسفة التيار الفرنسي: جيل دولوز، ميشال فوكو، وجان بودريار، مع ترجمة لنص من النصوص الراصدة لتلك الحركة للمفكر المصري الأمريكي إيهاب حسن بعنوان سؤال ما بعد الحداثة.
«لم يكن مفهوم ما بعد الحداثة في بداية ظهوره يحيل إلى موقف نظري محدد أو نسق قيمي ما يكشف عن وعي بتحوّلات جذرية مر بها المحتمع الغربى؛ بقدر ما كان يصف بعض التغيرات الفنية التي تمثلت في معمار فانتيري وجونسون وموسيقى كايج وفن ورهول ورستشبرج وروايات بنشن وبالا. لكن هذه التحولات أخذت تبحث عما يمثل شكلها الواعي؛ ليوحدها نظرياً ويؤسسها فلسفياً. وقد استطاعت أن تجد في فلسفة كل من نيتشه وهيدجر ما يمكن أن يكون تأصيلاً لحركتها. إلاّ أن منظري ما بعد الحداثة على اختلاف مشاربهم ظلوا متمسكين بالتمييز بين صيغتين متباينتين من الحداثة؛ وصفوها بالصيغة «القوية» واعتبروا أنها تمثلت في القراءة ما بعد البنيوية لنيتشه؛ وصيغة نعتت بـ«الرخوة» واعتبروا أنها انحدرت من القراءة التأويلية لهيدجر. وقد اعتبروا أن الصيغة الأولى صيغة تفكيكية تركز على نقد نظرية المعرفة الخاصة بحركة التنوير؛ بينما تركز الثانية على إعادة التركيب وعلى محاولة بناء نسق بديل للقيم».