الناشر: منتدى المعارف اللبنانية؛ 2013
تتناول المؤلفة ما سمي بالربيع العربي؛ والذي وصفته بـ» الصقيع العربي» عبر الفترة الزمنية (يناير 2011 وحتى يناير 2013)، وفيها ترصد تطور الحدث الثوري في البلاد العربية، التي غيرت شعوبها نظام حكمها كما في الحالة التونسية والمصرية والليبية واليمنية، وفي تلك التي قبلت بالحلول التوافقية بين شعوبها ونظام حكمها كما في الحالة المغربية والجزائرية والأردنية.كما تم رصد الحركات الشعبية التي تم إخمادها، سواء ببطش نظامها أو تكاسل شعوبها، أو كما ترجع الكاتبة السبب إلى غياب الحضور الإعلامي، سواء العالمي أو المحلي لتغطية وإظهار هذه الحركات في كلٍ من سلطنة عمان والبلاد العربية الأفريقية والمسلمة.
«إن أزمة المنطقة العربية في ضحالة نخبتها التي كانت نتاجاً طبيعياً للظرف التاريخي المستبد الذي عمل على مسخ الهوية القومية في عدم تحمل مسؤولية الوطن كمصلحة أعلى تتقزم أمامها كل الأنا النخبوية الطامعة والعاملة من أجل مصالحها. فضلاً عن العلل الاجتماعية التي غيّرت ملامح المنطقة العربية من ذات سيادة فاعله عبر تاريخها القديم إلى منطقة مفعول بها في وقتها المعاصر.».
وعن تجربة الإخوان في مصر وسقوطهم:
« إن تجربة الإخوان في مصر وسقوطهم يُعَد خسارة فادحة للتيار المتأسلم وإن رمزية هذا السقوط ليس وقوع جماعة أكثر منه وقوع فكرة الإيديولوجية الإخوانية التي رفضها المجتمع المصري، ويوضح هذا أيضا تماسك المصريين بالهوية الوطنية والقومية والثوابت الدينية القائمة على السماحة التي عجز جهاز الإخوان الإعلامي على اللعب عليها، بل لعب على وتر العنصرية والأفضلية في لغة قديمة من نوعية “الحرائر”، وكأن نساء مصر مقسمة في تلك القسمة الجاهلية التي كانت تنظر للمرأة بعين الحرة والعبدة».
«إن صدمة المجتمع المصري من مناقشات أعضاء البرلمان ذي الأغلبية المتأسلمة كانت كارثية بكل المقاييس، فما أنتجت هذه المناقشات سوى الشقاق والنفور أكثر من هذا التيار، مما ساهم بالإضافة الى عوامل أخرى لسقوط الإخوان، لترجع مصر إلى النقطة الصفر وليتوقف حراكها الثوري حتى يلتقط أنفاسه على اعتبار أن ما سوف تنتجه الأيام القادمة هو الذي سيحدد المسار الصحيح لهذا الحراك الثوري».
يضم الكتاب (45) شهادة على أحداث الربيع العربي؛ تضم المثقفين والسياسيين والأكاديميين العرب؛ كما تضم غير العرب من المثقفين والمتخصصين في دراسات الشرق الأوسط والأديان؛ الذين «شرّحوا جميعاً حالة «الثورة» في المنطقة العربية، من لحظة انطلاقتها وما قبل، وصولاً إلى ما أفرزته اليوم من واقع عربي جديد، مروراً بتقييم كل مراحلها الانتقالية، وإلقاء الضوء على الأحداث التي واكبتها في محاولة لفهم ما حدث قبل عامين أي فيما قبل يناير 2011، وتحليل ما يحدث اليوم مع استقراء مستقبل المنطقة في ظل المعطيات الراهنة».
ينقسم الكتاب إلى خمسة فصول؛ يعالج الفصل الأول «الوضعية العامة لحالة المنطقة العربية»، ويهتم الثاني بـ»الغليان العربي في المختبر الثوري»، أما الثالث فيتناول «بوصلة التحولات الاستباقية»، وينفرد الفصل الرابع بقضية «انفلات الحراك عن المسار الثوري»، أما الفصل الخامس فيشرح حالات الشتات» غياب الرؤية الحضارية في الحراك الثوري»، وفي الختام عرض لرؤية تحليلية ونقدية حول الكم والكيف في انحراف المسار الحراكي عن تحقيق أهدافه.