بعد ظهور القنوات الفضائية في العام1991م ظهر الخبر المحلي في صحافتنا المحلية بشكل أكبر مما كان عليه قبل هذا التاريخ، وأدى إلى قيام بعض الصحف بإعطاء هذه النوعية من الأخبار الأولوية على صفحاتها الأولى، ووضع «المانشتات» والعناوين البارزة للأخبار التي يهتم بها أكبر عدد من الناس على النطاق المحلي، على مستوى أبناء المملكة وسكانها - من مواطنين ومقيمين- حيث نجد أن نسبة الخبر المحلي على الصفحة الأولى في «صحيفة عكاظ» - مثلاً- تصل إلى 90% من جملة أخبار الصحيفة، وهي النسبة نفسها - تقريباً- في صحيفة المدينة، وتركز الصحف الأخرى على تكثيف هذه النسبة، بل إن بعض الصحف التي تصدر دولياً مثل «الحياة» و»الشرق الأوسط» لجأت إلى تخصيص صفحات خاصة أو ملاحق للأخبار المحلية في السعودية، يتم توزيعها في الطبعة المحلية فقط، وذلك كله يعود إلى اختلاف آليات النشر في الوقت الراهن، الأمر الذي أدى إلى تحول الصحف في سياساتها التحريرية تجاه الصفحات الثقافية التي تصدر داخل الصحيفة الواحدة.
* * *
هذا يعني أن الانعكاسات على الانفتاح الإعلامي، لم يقتصر على التأثير على وسائل الإعلام ذاتها، وإنما تجاوزت ذلك إلى التأثير على المتلقي ذاته، الذي كان في يوم من الأيام مجرد مستقبل للرسالة الإعلامية، حيث كانت هذه الرسالة تأخذ شكلها الطبيعي - التقليدي - في الإرسال والاستقبال عبر الشكل التالي:
حيث كان المرسل هو المغذي الوحيد للمعلومات والمواد التي يقدمها للمتلقي، بينما الأخير لم يكن سوى مستقبل للرسالة، غير قادر على التفاعل معها أو المساهمة في صناعتها، فيما أتاح الإعلام الجديد، وبالذات بعد ظهور الإنترنت، وبعد ظهور الصحافة الإلكترونية، تغييراً بيناً لهذه المفاهيم، فأصبح المستقبل قادراً على التفاعل مع الرسالة المقدمة من المرسل، ثم أصبح بعد ذلك قادراً على المساهمة في صناعة الرسالة، وذلك بعد ظهور الوسائل الجديدة في الإنترنت، التي على رأسها اليوتيوب، ثم وسائل التواصل الجديدة والمتعددة، التي سيأتي الحديث عنها لاحقاً.
* * *
ظهور الدوت كوم.
في العام 1999م ظهرت عبر الإنترنت موجة (الدوت كوم)، التي يقصد بها الشركات التي ظهرت وتأسست لكي تعمل عبر الإنترنت فقط، دون أن يكون لها نشاط أو وجود مادي على أرض الواقع، وظهرت مئات الشركات من هذا النوع في مجالات عدة، شملت السياحة والسفر والتجارة الإلكترونية والمجالات العلمية والصناعية، وأيضا المجال الإعلامي والصحفي، فتشكلت شركات لم تكن سوى مواقع على الشبكة تعمل في مجال الصحافة والإعلام، وعرفت باسم بوابات الإنترنت الصحفية، وتخصصت في تقديم المواد الإخبارية والتحليلات الصحفية والمقابلات والحوارات والمحادثة والنشرات البريدية الإلكترونية، وخدمات البريد الإلكتروني وخدمات البحث في الأرشيف.
وتجسد هذه البوابات - حالياً- نموذجاً للصحافة الإلكترونية الصرفة التي تمارس عملها بالكامل عبر الإنترنت، دون أن يكون لها أي نسخ مطبوعة، الأمر الذي يجعل منها مدخلاً جيداً وغنياً يمكن الاقتراب منه وفقاً للكثير من النقاط الخاصة بالتصميم، ودورية التحديث، وتنوع الخدمات والجهات القائمة على الموقع وتوجهاته العامة، والرؤية التي يحملها القائمون عليه.