من شعراء الأردية القلائل الذين تكلَّم العرب عنهُ على الرغم من جلالة قدره في الأدب الأردي، هو الشاعر أسد الله بن عبد الله بن مرزا قوقان بك، والملقب بأسد أو غالب، كان من عائلة ثرية، لكنه عاش آخر عمره في عسر، تركي الأصل، ولد في مدينة (آغرة) الهندية في الثامن من رجب عام 1212هـ الموافق للسابع والعشرين من ديسمبر عام 1797م، له أخ وأخت تكبره، توفي أبوه شابا، في حين كان هو في الخامسة من عمره، فنشأ يتيما عند عمه نصر الله بك الذي كان موظفا حكوميا ميسورا قبيل وبعد احتلال الإنجليز لآغرة في 1803م وتوفي عنه هو الآخر وهو في الثامنة من عمره، ثم عاش هو وأسرة عمه على معاش مقرَّر من قبل الحكومة الإنجليزية المحتلة حتى قطع، فتوظف في ديوان الملك بهادر شاه ظفر، وأخيرا عاش على معاش قطعهُ له نواب رامبور يوسف علي خان حتى مماته.
تعلم اللغة العربية على يد أستاذه المعروف في (آغرة) بمحمد المُعظَّم، ودرس عليه كتاب (شرح مائة عامل) لعبد القادر الجرجاني المتوفى سنة 471هـ ، ثم أتقن الفارسية أيضا، واستفاد علميا من أستاذه الإيراني (ملا عبد الصمد) عام 1811م، وتزوج في السابع من رجب عام 1225ه والموافق للتاسع من أغسطس عام 1810م وعمره 13 سنة، وترك مسقط رأسه (آغرة) وعمره 16 عاما، وقضى باقي عمره في دهلي ما يقارب 60 سنة.
بدأ غالب في قرض الشعر في اللغة الأردية وعمره 15 سنة حتى سن الخامسة والعشرين، ثم لما رأى أن اللغة الأردية لم تعد تتحمل صوره الفكرية الدقيقة، فتوجه إلى اللغة الفارسية وأبلى في شعرها بلاء حسنا حتى ترك قصائد تعد من خزائن اللغة الفارسية، ويقول عنهُ الباحث والأديب باوساني Bausani أنه: «آخر شعراء الفارسية عظمة، وأول شعراء الأردية جلالة»، وهو شاعر الغزل والمديح، وله رسائل ومذكرات.
توفي في 21 ذي القعدة عام 1285?، الموافق 15 فبراير 1869م، عن عمر يناهز 73 عاما، ودفن في دهلي بمقبرة (عزيز كوكلتاش)، ونُشرت دواوينه وأشعاره ما يقارب ست مرات في حياته، أما بعد مماته فلا حصر لما نُشر، كما تسابق أدباء اللغة الأردية على وضع شروحات كثيرة على شعره، مختصرة ومطولة.
ترجمة لقصيدة من قصائده:
- ليداوي أحدكم همي وحزني، فليكن أحدكم عيسى بن مريم الذي كان يداوي المرضى ..
- صحيح أن مدار القضاء على القانون الشرعي، لكن ماذا أفعل بقاتلي الذي لم يقتلني بآلة القتل، كيف أُقاضيه؟
- لا أعلم عما أهذي به في جنوني، عسى ألا يفهمني أحد ..
- إن تكلم أحد بفحش الكلام لا تستمع إليه، وإن أساء إليك لا تقل إلا خيرا ..
- إن رأيت شخصا مشى في وجهة الباطل، أوقفهُ، واعف عنه إن أخطأ ..
- من من البشر ليست له حاجة؟ من من البشر يستطيع قضاء حوائج الناس كلها؟ لذا لا تغضب من شخص لم يستطع قضاء حاجتك، فلعله معذور ..
- ما الذي فعله الخضر مع الملك سكندر؟ لقد شرب ماء الحياة دونه، فعاش هو، ومات سكندر، من آمن عليه؟ من أجعله قائدي؟
- ما دام توقعي وظني بحبيبي قد خاب يا غالب، فلماذا أقوم بالتشكي والعتاب!؟ ما عاد هذا الأمر مجديا ..
** ** **
المصادر والمراجع
- مقام غالب في تاريخ اللغة الأردية لباوساني - (إنجليزي).
- ديوان غالب بشرح غلام رسول مهر - (أردو).
- حياة جاويد لخواجة ألطاف حسين حالي - (أردو).