كما الحب.. أو مثلما يهميَ ماء السَّماء.. وُلد ابن المخضرم الزميل محمد العيدروس البكر دون تخطيط أو تهيئة مسبقة.. سوى أنّه التفت فجأة فإذا به يكمِّل عامه العشرين وهو عامل وإعلامي ومعلم في بلاط صاحبة الجلالة -المرَّةُ المستطابة- وفق الراحل الكبير الثبيتي -رحمه الله-.. حينها ولد «أنا وصاحبة الجلالة» للزميل العيدروس.. مستمدًّا أحداثه من ذاكرة صحفية حيّة يعرفها أصدقاء «أبو هشام».. وقصص لم تمتها السنون ولم يروها قلمه بعد.. إلا أن كتاب الصورة كان سيد الرواية والراوي.. «أنا وصاحبة الجلالة» قدّم له أستاذنا الكبير خالد المالك رئيس تحرير «الجزيرة» قائلاً: هذا الكتاب للزميل محمد العيدروس ينقلنا بأسلوب سلس وعبارات أنيقة إلى دائرة الضوء حول ما يمكن أن يقال عن تجربة غنية وثرية مرّ بها المؤلِّف في مجال العمل في صاحبة الجلالة.. فكان أن وضعنا أمام رحلة شيّقة لا تخلو من محطات مثيرة اتسمت كل واحدة منها بإيقاع مختلف من حيث الرَّؤَى وطبيعة الموضوعات والتَّعامل بمهنية بحسب درجة الأَهمِّيّة للقضايا المطروحة.
أما الزميل العيدروس فبيَّن في مقدمة كتابه أنّه يهدف بالدرجة الأولى إلى توثيق نماذج مما قدّمه خلال مشواره الصحفي.. غير أن لمحة عامة للكتاب تكشف عن تفاصيل لم يروها بين طيات عمل صحفي معد للاستهلاك اليومي السَّريع.. ولعل «أبو هشام» يكشف في منتجه المقبل ما لم يقله راوي «أنا وصاحبة الجلالة»..
«الثقافيَّة» تهنئ الزميل العيدروس وتتمنَّى له مزيدًا من العطاء الإعلامي والكتابي.