جدة – صالح الخزمري
أكد د. سعد البازعي أن مفهوم الثقافة أوسع من المثقف وإن موضوع السلطة والثقافة موضوع كبير ألف فيه كثيرون وهو ليس جديدا ولكن أكثر المعروف في الساحة هو الطرح العربي والحقيقة أن الموضوع عالمي وليس حكراً على العربية وقد تناوله الفرنسي فوكو والفيلسوف الألماني ليو شتراوس الذي عاصر النازية وعانى منها وله كتابه «الاضطهاد وفن الكتابة» ويتحدث فيه عن تأثير السلطة على فن الكتابة وكان يعني بذلك النازية، وقال البازعي في محاضرته بنادي جدة الادبي عن: «السلطة والثقافة.. مواجهات النص»: إن قراءتي له جعلتني أتساءل عن قيود الرقابة في العالم العربي وكيف تأثرت كتابة الكتاب ثم كيف تأثر الاتجاه العام للنص بهذا القلق.
وقال: اخترت نماذج تبين منها أننا عندما نتحدث عن تأثير السلطة على المثقف فإنما نتحدث عن مستويات وأن السلطة ليست السلطة السياسية فقط فهناك السلطة الدينية والاجتماعية بالإضافة إلى السلطة السياسية.
د. يوسف العارف الذي قدم للأمسية قال: أقامت جماعة حوار موسما ثقافيا كاملا عن العلاقة بين المثقف والسلطة والمحور هذه الليلة جزء من مشروع البازعي النقدي الذي بدأ يشتغل عليه وقد قدم في نادي جازان المعرفة والسلطة.
وكان د. البازعي قال في افتتاح حديثه: لديّ حديث بني على إلفة عشتها مع هذا الموضوع منذ أن بدأت أشتغل عليه والعنوان يختصر المشروع والفكرة هي أن أطرح جوانب من هذا الموضوع على جمهور مثقف يستطيع أن يثري الموضوع وهو موضوع في طور التشكل وقد افتتح د. البازعي باقتباس جزء من رواية عبد الرحمن منيف «مدن الملح» مؤكداً أن من قرأ روايات عبد الرحمن منيف يجد أن لديه إشكالية مع السلطة فقد يواجه السلطة السياسية والقيود في روايته «شرق المتوسط» وترك المكان مفتوحا دون تحديد تفاديا للإشكال مع الرقيب.
ولم يغفل د. البازعي النماذج الشعرية وقال إن لها قيمتها ففي أواخر السبعينيات نشرت د.فوزية أبو خالد مجموعة «قراءة في السر لتاريخ الصمت العربي» نشرت في بيروت تريد فيها ان تحكي عن الواقع العربي وتعلن أن المشكلة هي مشكلة الصمت ومشكلة القراءة السرية
وقدم نموذجاً آخر من قصيدة للشاعرة خديجة العمري التي ظهرت في الثمانينيات «دون الذي أنوي» والشاعر العراقي سعدي يوسف وختم بنص لمحمد الدميني «ملاذ الحسرة» وأبان أنه لم يهمل الأمثلة المعاصرة وقال لمن لاحظ عليه استشهاده بعبد الرحمن منيف قال أين نذهب إذا تجاهلنا عبد الرحمن منيف.
البازعي قال عن توجهه في تناوله الموضوع: إنه توجه معرفي أكثر منه توجهاً لخطاب أو لواقع سياسي وقال: إذا كنا سننشغل بالحاضر فسننسى التراث.