Culture Magazine Thursday  31/01/2013 G Issue 394
فضاءات
الخميس 19 ,ربيع الاول 1434   العدد  394
 
أعراف
منْ يسكنُ منْ؟!
محمد جبر الحربي

 

من يسكنُ

من ذا في الروحِ وفي العينينِ سكَنْ؟

ماذا يتبقى منها

أعني الأوطان

وأعني الحرةَ

أعني المرأة تحملها الروح

نقول النهر

النهر تكونُ

وصوتَ الطيرِ يؤسس قبل الخلقِ إذا ما غنّى الفنّ.

المرأة كالصورةِ تضحكُ

تسألُ: من يحملُ منْ؟

الصورةُ صورتها والماء

تحملُ أوزار الخلقِ كما يحملُهُ الكفّ الناحلُ من حنّاءْ

يا ليلي

ماذا يتبقى من حكمةِ أهلي

ها غابتْ عن غرّةِ أوطانِ الأرضِ يمَنْ.

لا شيء هنا، لا شيء سوى هذا الوهن

وكم سميناهُ الوهم

ونحنُ الأبناء صغاراً كنّا

إذْ نسعى سميناهُ

الأرواحُ فداهُ

الدربُ العمرُ ونعرفُ

أنّ الساكنَ فينا

والخارج منّا

المتحدث عنّا

حتى لو ما شئنا

ما أجمل لو شئنا

كنا سمينا

ذاك الساكنَ في كلّ الأحوالِ وفي كلّ الأرواح وطنْ.

2.

الفجر مساحةُ عمرٍ لا يسكنُها الشانئُ

لا يقتربُ إلى ضفة نهرٍ نحن اخترناهُ سوانا

لا يسكن بين الأشجار مع الطيرِ سفينتهُ الحاسدْ.

الفجرُ أيا من تنسى

وتنام كطفلةِ مهدٍ

يا لؤلؤةً يخفيها البحرُ

ويعرفها الغافلُ في التيهِ

ويعلمها القاصدْ.

أخفيتكِ أم أظهرتكِ

هذا سرّي

لكني في كلّ الأحوال اخترتُ الفجرَ كعينيك الناعستين

فذا ما أبطنُ

هذا ما يظهرُ منّي

حين الملأ أمامي فورة نورٍ رغم ظلام القهرِ

ولا يعنيني غيركِ يا وطناً والله

الله أيا طفلة أحلامي

يا مطري

يا وطناً

يا رأس سنةْ

لا ذيل حصان

لا عُرفَ

ولا قدْح

ولا ضبْح

ولا صبْحَ

الغرقى نحنُ بلا بحْرٍ

والموتى نبحثُ عن قبرٍ

من يفهمُ هذا النخل الواقف في التيه

ومن يفهم في اليتمِ وفي الجوعِ الأمَّ

ومن يفهم في السقمِ

وفي الصحة

في العزّة هذي الأوطانْ؟

إني مفتونٌ

أبحث عن أمّي

لا عقدة عندي إما كنت على جهلي الأمّيّ

فأنا العارفُ

وأنا، والله العالِمُ، وحدي الشاهدْ.

mjharbi@hotmail.com - الرياض
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5182 ثم إلى الكود 82244

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة