Culture Magazine Thursday  31/01/2013 G Issue 394
فضاءات
الخميس 19 ,ربيع الاول 1434   العدد  394
 
مداد ضوء
لم يكن ليكون إلا كما هو! وهكذا كان..!
علي عبد العزيز الجبيلان

 

* لطالما حمل قلمًا شيقًا رشيقًا، يفيض لفظًا رقيقًا، يفضّ معنًى دقيقًا، ولطالما كانت رفقته بالورق ولاءً ووفاءً، وعلاقته بالحبر علاقة مصافحةٍ ومصالحةٍ، ولطالما نقب عن التأمل حفرًا فثقب التأول حرفًا، في مثل ثقب اللؤلؤ المنظوم في العقد الفريد لا يحذق نظم مثله سواه!

* كانت ذاكرته كسني عمره ما تزال غضةً طريةً لم يدون فيها سوى طهر و»صفاء» «نهر»! وخالف في ذلك ذهنُه! فنضح وضج بالتساؤل حادًا جادًا ولما يزل -بعد أن نضج- يختمر في هامته ويعتمر «أعلى» قامته! وجُمِع لحديثه -على حداثته- تبسط الجواب وتوسط الصواب، فبصر وبهر وبرز وبز!

* أتى المعمول على خلاف المعقول، والمنظور على غير المنتظر، وقال الثاوي -»في الدوائر!» - ما لم يقله الحاوي! وكأنه بالآمال قد صارت إلى الآجال! بات الغائب رمزًا وظل الرمز غائبًا؛ واغتربت الكلمة الحية واقترب المتكلم بالغريب! فشاع الانفلات وضاع الائتلاف، وغمر التلف ثقافة التخلف، وأفضت الساحة إلى الفوضى والفوضوية، وصاحبنا ينظر إلى هذا كله نظر المغشي عليه من الموت!

* وجد صاحبكم نفسه في منفى الشمس، خارج التوقيت والتوقير! مقدومًا مصدومًا مرتابًا مرتاحًا في الوقت ذاته إلى كونه في منأى عن الرمس! اطمأنت نفسه على وعيها مع بقائها دون الإطار؛ وأَمِنت على سعيها ذل الإسار وتهافت «التخافت» أو «تخافت» التهافت! حمل سفر مبادئه وسحر «مبادعه» ومضى، وربما وجد نفسه يومًا شمس المنفى..!

* حتى جاء يوم وردد:

أليس من العجائب أن مثلي

يرى ما قل.. ممتنعاً عليهِ؟؟!

وتؤخذ.. باسمه الدنيا جميعا

وما من ذاك شيءٌ.. في يديهِ!!؟

وما كان للوهج إلا أن يلفت، وما كان للوهم إلا أن يُفلت!

* ظل مؤمنًا بما لديه يترقب لحظةً تقدم من خارج الزمن، تعدل مقلوب الموازين وتبدل أوضاع الميادين، لم يحفل إن كانت ستنقل نصه أو شخصه نوعًا أو نولاً! آمن أن أكثر الضجيج بلا حجيج! وأن أكثر الادعاء بوصل ليلى يظل محض ادعاء، وتسرب إلى يقينه أن الإثارة من غير لوازم الإنارة، مع بقائه منيرًا في إثارته مثيرًا في إنارته! لم يتعشق قدر الحقيقة ولم يتعشم مثل سؤددها، ولم يتذمر قدر تذمره من الزيف، ولم يتذكر غير: أن ذاكرته أثقلت بكثيرٍ من المفارقات!

* تزايد طلاب بيانه الساحر وبياضه السافر يومًا إثر آخر، مع كل ومضةٍ في مداه ونبضةٍ في مداده، يبرق نوءٌ ويُغرِق ضوءٌ، وترتوي أعشاب وترتقي أعشاش! وما يزال الأمر -والحالة هذه- وكلما جد له الطلب وازداد كلما جل المطلوب وازدان، حتى رأى بعض مريديه ومؤيديه أن يحتفوا به ويحتفلوا، في موضعٍ رأوا لياقته بلباقته! وها هو «صاحبكم» اليوم.. يجد «نفسه» «مرة أخرى!» هنا..! ويقف مذهولاً تكاد تذهب به الدهشة مما يجد! يقول لنفسه في نفسه: هذا «صرحك» أم «طرحك»؟! فتقول: كأنه هو!..

* الريادة قيادة و»زيادة»..!

* من رسالةٍ كتبت في رمزٍ

جامعة الإمام – معهد تعليم العربية / @white_madness1 - الولايات المتحدة

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة