Culture Magazine Thursday  31/01/2013 G Issue 394
أوراق
الخميس 19 ,ربيع الاول 1434   العدد  394
 
شيء عن الجنادرية
أحمد حامد المساعد

 

ندرك جميعاً أن مهرجان التراث والثقافة السنوي الذي بدأ العد التنازلي لإقامته للعام الحالي أصبح جزءاً من التاريخ الحديث للوطن، بعدما توافرت له عناصر النجاح، وإن كان في أوساط المجتمع من لا يرى له تأثيراً كبيراً، أو أن آخرين يرون أن يُقام بالتناوب بين مناطق المملكة، لكني أجزم بأن المواطنين يتوقون له ويتابعونه؛ لما يحفل به من ندوات ثقافية، ومعروضات تراثية، ومهن شعبية.. إنه تظاهرة من نوع مختلف أوجدتها عقول متميزة؛ ويحق لنا أن نفاخر بها. وحتى لا يقول قائل «ماذا في الجنادرية؟» نقول له إنه يختلف عن «كرنفال» التقاذف بمحصول الطماطم عند الفرنجة أو مصارعة الديكة في بعض دول آسيا، أو غيرها من مهرجانات الخواء الفكري؛ إذ نجح الحرس الوطني في توظيف العقول والأفكار، سواء من حيث الإعداد، أو من حيث الفعالية، أو من حيث التلقي؛ فلا مجال للعبث الذي يحدث في كثير من المهرجانات على مستوى العالم، لكن في المقابل لا ينبغي أن نظن أنه بلغ درجة الكمال التي لا تقبل المزيد من الأفكار الموصلة إلى نتائج أفضل، عندما نتفهم أن الرقي والتطوير لا سقف لهما، وأن «الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها»، خاصة إذا علمنا أن الزمن يحمل في تقلباته وفصوله مزيداً من الرؤى التي يستغلها القائمون على مختلف النشاطات الإنسانية. ولعل من أفضل الوسائل في هذا الصدد مراجعة النتائج التي توصل إليها المهرجان الوطني للتراث والثقافة، خلال الفترة الزمنية التي تعقب إقامته مباشرة، بواسطة لجنة مؤهلة وقادرة على اكتشاف مكامن الإخفاقات إن وُجدت، وقادرة أيضاً على طرح الرؤى المفيدة في المهرجانات القادمة؛ إذ «الجنادرية» مناسبة خصبة لإعمال القدرات المؤثرة في تطويره بالقدر الذي يعطي العالم انطباعاً إيجابياً عن مدى فاعلية مجتمعنا من الناحية الثقافية والتنظيمية والتاريخية؛ ففي ضوء النتائج القوية التي تتوصل إليها اللجنة، وعلى ضوء توظيفها، يأتي تقويم الرأي العام العالمي الإيجابي؛ ذلك أن من مهام مهرجان التراث والثقافة مخاطبة الآخر بما توصلنا إليه على طريق التقدم الحضاري، بعد معاناة سببتها النظرات المتحاملة حتى من لدن من يحتفي بهم المهرجان من بعض إخوتنا العرب الذين دأبوا على التعامل معنا بـ»وجهين»، وهم ليسوا مجهولين عند ذوي الفطنة والمتنورين من المواطنين. وإذا كان الشيء بالشيء يُذكر فإن شمول أكبر عدد ممكن من أدباء الوطن بحضور فعاليات «الجنادرية» لو مما ينبغي المحافظة عليه، ليس من زاوية «سمننا في طحيننا»، وإنما من ناحية ما يعرف بالتأثير والتأثر في وقت واحد، من غير انتقائية تفرضها العلاقات الشخصية؛ ففي كل منطقة أدباء ومفكرون ومثقفون، وتوظيف الحصص المناطقية مع إحسان الاختيار يسهم في تنظيم هذا الأمر. وإن أنس فلن أنسى بشرى تخصيص جائزة من لدن خادم الحرمين الشريفين لإبراز التراث الوطني بمختلف فروعه؛ حيث أعلن عنها في المهرجان الخامس والعشرين، على ما أعتقد، وما أجمل أن ترى هذه الجائزة النور بالنظر لفاعليتها وما يترتب عليها من فوائد جمة؛ ذلك أن في الوطن الكثير الكثير مما لم يكن مقدراً للجمهور الاطلاع عليه من قبل، ثم إنها عامل تحفيز وشحذ لقدرات المعنيين من أصحاب المواهب في مضمار التأريخ والرصد اللذين يسلطان الضوء على موروثنا الشعبي.. وكل عام والوطن بألف خير!!

- الباحة

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة