يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة، تمتد يد الموت لتخطف كبيراً من بيننا، أو هامة ثقافية، أو عالماً فذاً، ليرحل ويترك لنا ضجيج الأحاديث وترف الحياة البائس، ففي نهاية الأسبوع الماضي غادرنا علمٌ ثقافي واسم شعري له حضوره ومساهماته رغم انهماكه في العمل الأكاديمي، إلا أن ذلك لم يغيّب شاعراً وكاتباً في غير مجال عن المشهد الشعري والكتابي، ألا وهو الشاعر والأكاديمي الدكتور أسامة عبدالرحمن الذي ظل طوال عمره مخلصاً لقاعته ودرسه، متصلاً بشعره وشعوره، وبعيداً عن الإعلام ودواماته التي لا تنتهي، رغم الجرأة الوطنية التي يتصف بها كما وصفه مجايلوه ورفاق دربه، ورأى البعض أنه قد رحل دون أن يستوفي حقه تكريماً وعرفاناً واعترافاً بفضله وسبقه ووطنيته.
والدكتور أسامة من مواليد عام ولد عام 1362 هـ / 1942م بالمدينة المنورة، وقد حصل على الماجستير في الإدارة العامة من جامعة مينيسوتا، والدكتوراه من الجامعة الأميركية بواشنطن عام 1970، كما تدرج في وظائف أعضاء هيئة التدريس بجامعة الرياض حتى وصل إلى درجة أستاذ في العام 1979، وعمل عميداً لكلية التجارة، وكلية العلوم الإدارية، وكلية الدراسات العليا، كما عمل مستشاراً في عدة هيئات علمية، وعضواً في هيئة تحرير المجلة العربية للإدارة، ومجلة العلوم الاجتماعية.
كما صدرت له العديد من الأعمال الشعرية وهي: واستوت على الجودي - شمعة ظمأى - وغيض الماء - بحر لجي - فأصبحت كالصريم - موج من فوقه موج - هل من محيص - لا عاصم - عينان نضاختان - رحيق غير مختوم - الحب ذو العصف - أشرعة الأشواق - الأمر إليك - قطرات مزن قزحية - يا أيها الملأ - عيون المها - أوتيت من كل شيء، وملحمتان شعريتان هما: نشرة الأخبار – شعار، بالإضافة إلى الكثير من الكتب والدراسات العلمية والفكرية في التنمية والثقافة.