منذ أعوام ثلاثة أو تزيد قليلاً أعلنت وزارة الثقافة والإعلام نيتها إنشاء مراكز ثقافية تكون بديلة للأندية الأدبية، وتدمج فيها جمعيات الثقافة والفنون لتكون مراكز شاملة وصالحة لإقامة كافة الفعاليات الفنية والمنبرية داخل مبنى واحد يكون صالحاً لكل ذلك.
مرت الأعوام والكثير مما قيل لم يقر، وما أقر منها لم يبدأ فعلياً، فضلاً عن أن أحد المقرات الخاصة بالمراكز الثقافية في إحدى المدن قد تجاوز مدة إنجازه بأشهر وهو لم يقف على أعمدته كمبنى ليقول للمترقبين إن الوعد قادم وأن البشرى قد اقتربت.
ليس ببعيد أن يكون هذا الملف هو أحد أكثر الملفات حساسية في الحديث داخل أروقة الوزارة، ولعل المتابع يلاحظ ذلك في قلة الحديث عنه في تصريحات مسؤوليها والمتنفذين داخل مكاتبها وممراتها، وإن جاء الحديث فربما عرضاً وعلى استحياء دون الخوض في تفاصيل قد تكشف الكثير من خفايا ما يدور داخل الوزارة حول هذا الملف.
نشرت الثقافية في عددها الماضي موضوعاً ذا صلة بالحديث عن المراكز الثقافية، وهو تردد أنباء بين المهتمين عن نية الوزارة زيادة عدد الأندية الأدبية في أكثر من محافظة في المملكة، وإن صح الحديث فالملف في طريقه لأن يكون أكثر تعقيداً، ففي المرحلة التي يتحدث فيها عدد من المثقفين عن نهاية الأندية الأدبية والتبشير بعهد المراكز الثقافية، تأتي مثل هذه الأنباء كالصاعقة على المستبشرين بأن تكون المراكز مرحلة جديدة تتصالح فيها الفنون مع بعضها داخل إطار ثقافي واحد، وبرؤية ثقافية شمولية تعيد لكل فن أحقيته في البقاء داخل دائرة الاهتمام، وفي واجهة المشهد الثقافي الوطني.
الأسئلة التي ربما تخطر في الذهن فور استدعاء الذاكرة لفكرة المراكز الثقافية هي (هل تورطت وزارة الثقافة والإعلام بهذه الفكرة بعد إعلانها؟ وإذا ثبت العكس ما هو العائق الأكبر أمام الوزارة لتقف مكتوفة الأيدي دون تدشينها والبدء فعلياً في عهد مراكزي جديد ؟ ولماذا يتحاشى مسؤولها الحديث عنها بوضوح يجلو الغمام ويزيل عتمة الأذهان؟) فلا إجابات حاسمة على ما يبدو داخل أروقة الوزارة حول هذه المراكز وليس هناك من ضوء في آخر هذا النفق.