كان أبو أحمد معتزًا بجلسته السبتية المغربية الأسبوعية لا يقوى على إخلافها إلا حين تتوقف في الإجازات، وكان يعود إلى الرياض حين يكون خارجه ليستقبل ضيوفه ومحبيه في جلسته الحميمة الجميلة الودودة ثم يعود إلى حيث كان، وقد شاء الله أن يختم مشهده الدنيوي بسبتيته فيأنس بهم كما ظل يفعل ويأنسون به مثلما اعتادوا ويعانقون بقربه قلبَه وحبه للجميع ويصافحهم بوعد اللقاء في الموعد القريب الآتي الذي شاء الله أن يكون يعيدًا ليودعوه بعد ساعات وملْءُ أفئدتهم أسى وعلى عيونهم استفهامات الغياب ودموع الأسى وزحامٌ قل أن يُرى لرجلٍ خلّف وراءه المنصب منذ عشرة أعوام فلا مطمع منه ولا مطمح خلفه لكنها المشاعر التي نماها الدكتور محمد الرشيد في حنايا محبيه، وعاد كثيرون من المقبرة ولم يستطيعوا الوصول إلى حيث مكان العزاء ليقتسموا الآلام مع شقيقه التوأم في طيبته وخلقه وأريحيته وحبهما الدافئ الدكتور عبدالله وبقية أشقائه وإخوته وأولاده فلا يدري الناس مَن يعزي من ؟ رحم الله التربويَّ الإنسان وأعظم أجر الجميع فيه.