نيران غير صديقة لكنها...
حين ظهرت الصحوة في 1407/ 1987تحركت بقوة بشرية وتكتيكية أذهلتنا وربما أرعبتنا بقدرتهم على الاحتشاد بسرعة فائقة حتى ليملأوا أي مكان يستهدفونه، ولقد كانوا في حالة شك منا ومن النادي الأدبي بجدة ولذا تقاطروا علينا وتحوّل فراغنا الجماهيري إلى امتلاء أشعل المكان توجسا وأسئلة مناقضة ومتحدية لكل ما عندنا،وهنا تحرك التحفيز المعرفي لتشرح فكرتك مدركاً أنك ترسل رسالة علمية وأخلاقية توازن بين حق العلم وحق الجمهور المستهدف، ونشأ خطاب معرفي يقوم على مقاصد تسويق المعرفة وهذا أدى بالنادي إلى أن يمارس التنوير عبر تطوير أداته التواصلية، والصحويون يمثلون 80% من الحضور، مما يعني أنهم احتلوا فضاء القاعة جسديا وذهنيا، مما خلق جوًا ناريًا أشعل جذوة التبادل اللفظي والفكري معا، وهذا مكسب اجتماعي وثقافي لأنك لم تعد تجري وراء الجمهور بل هو يأتي إليك عبر أخطر شرائحه، إنه تغير نوعي في لغة التواصل تكتشف معه أن خصمك يعمر فكرك بأكثر مما يفعل رفيق دربك.هي نيران غير صديقة لكنها نفعت بما أنها كشفت لنا المحيط الذين نحن فيه وكيف يفكر ويقرأ كما كشفت عن ججم الخصم ومداه.